لاشك ان تغيير وزير التعليم كان مفاجأة للجميع, ولكن الأهم الآن هو هل نحن امام تغيير في الشخص فقط أم في السياسات أو في طريقة تنفيذ السياسات, فدائما ومع كل تغيير في شخص الوزير تكون التصريحات في البداية انه سيكمل ما بدأه زميله السابق وان السياسات هي سياسات الحكومة وليست فردية. ولكننا تعودنا مع كل تغيير ألا أحد يكمل ما سبق أن بدأه زميله السابق ولكل اجتهاداته التي يجد من المستشارين من يضعون المبررات لضرورتها. ودائما ما يقدم كل وزير جديد لأعماله من خلال تعبيرات كبيرة وبراقة مثل التطوير والاستراتيجيات والخطط الزمنية, ويتم إعداد مجلدات فخمة تحوي من الدراسات والخطط التي يحاول إقناع من بيدهم الأمر أنها ستقفز بالتعليم في مصر الي مصاف الدول المتقدمة, ولكننا وبعد كل تجربة وزير نجد التعليم أكثر تدهورا حتي لم يعد الخريج سواء من التعليم المدرسي أوالعالي يستطيع كتابة فقرة سليمة أو يملك الأساسيات المهنية التي يعمل بها في المجتمع بطريقة سليمة. لذلك وبرغم كل ما يقال عن شخصية الوزير الجديد للتعليم وتصرفاته فعلينا ان ننتظر لنر كيف تكون اجابات الوزير الجديد علي العديد من الاسئلة التي ستحدد مصير التعليم في مصر فترة بقائه وزيرا ومن ذلك مثلا: 1 هل يستطيع الوزير الجديد التغلب علي الرغبة الشخصية لكل وزير في أن يرتبط اسمه بتطوير التعليم في مصر, وبالتالي يستغرق في وضع الخطط الجديدة لنظام جديد للثانوية العامة ووسائل جديدة للتقييم كالتقويم الشامل وغير ذلك أم يواجه الواقع ويحاول إصلاح ما هو كائن بدلا من خلق كيانات جديدة ونستمر في مرحلة التجريب الي ما لانهاية؟ 2 كيف تكون اجابة الوزير عن واقع التعليم في مصر, هل يراه متدهورا كما نراه أم يراه في حال افضل لأن درجة تقديره لحال التعليم ستحدد كيف تكون المواجهة, مثله مثل الطبيب في تشخيصه لحال المريض هل يراه في خطر فيضع من الامكانيات ما يعلم علي انقاذه أم يراه يعاني من عارض لايحتاج إلا لبعض المسكنات؟ وفي اعتقادي ان التعليم في مصر يحتاج الي شئ اساسي مفتقد وهو ان يكون هناك تعليم حقيقي. 3 ماذا سيفعل في الحالة التي وصلت اليها غالبية المدارس من حيث التجهيزات وهو ما ظهر علي الشاشات بمناسبة انفلونزا الخنازير, هل يستطيع الوزير توفير الاعتمادات المطلوب لهذه التجهيزات أم تكون لديه القدرة علي مواجهة الواقع وعدم الانسياق وراء شعارات المزيد من بناء المدارس وفقا لبرنامج الرئيس الانتخابي وتحويل هذه المخصصات الي تحسين أحوال المدارس الموجودة بدلا من بناء المزيد من المدارس دون تجهيزات؟ 4 من البديهي أن المدرس هو أساس العملية التعليمية ويتحدد مستوي تعليم الطلاب بمدي كفاءة المدرس التدريسية وقدراته علي الشرح والتعامل السليم مع الطلاب, ولاشك ان حال المدرسين قد تدهور سواء من حيث الكفاءة التعليمية أو التعامل مع الطلاب وهو ما يتضح من تزايد الشكاوي من اعتداءات المدرسين علي الطلاب واخيرا اعتداء أولياء الأمور علي المدرسين, وهذا الحال المتدهور للمدرسين يحتاج الي مواجهة حقيقية وليست شكلية بالصرف علي الدورات التدريبية التي لايستفيد منها أحد, فهل يبحث الوزير عن وسائل أكثر فاعلية لتحسين قدرات المدرسين وان يرتبط دخلهم وترقياتهم بمستوي مهاراتهم التدريسية؟ 5 ماذا سيفعل الوزير الجديد مع كادر المدرسين, هل سيستمر في عقد الامتحانات للمدرسين لتسكينهم علي المسميات الجديدة وصرف بدل الكادر الذي كان الهدف منه تحسين أحوال المدرسين المادية وبالتالي تتراجع الدروس الخاصة وهو ما لم يحدث, ام سيحاول استخدام هذا الكادر وتطويره بما يحقق فعلا تحسين مستوي المدرس؟ 6 ماذا سيفعل مع المدارس الخاصة هل يتركها تفرض سيطرتها علي أولياء الأمور الذين يرغبون في تعليم افضل لابنائهم وتحصل منهم علي مصروفات اكبر بكثير مما تقدمه من خدمات, كما ان هناك مشكلة الشهادات الدولية التي توسعت المدارس الخاصة في تقديمها لانها تدر عليها ربحا كبيرا وبرغم ذلك لايوجد المدرسون الذين يستطيعون تدريس هذه المواد الخاصة بالشهادات الاجنبية, فهل يستطيع الوزير أن يفرض علي هذه المدارس أن يكون لديها المدرسون المؤهلون لتدريس هذه المواد قبل ان تسمح لهم الوزارة بتقديم هذه النوعية من التعليم.