تلقيت من الاستاذ سعيد مغاوري, أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية وعميد كلية السياحة بجامعة المنوفية, تعليقا علي ما كتبت عن المنديل القماش الذي لم أجد أحدا يعرفه في مدينتي الرياض وباريس: ان صناعة مناديل القماش صناعة مصرية عمرها ألف سنة أي أيام الأمويين والعباسيين والفاطميين, وكانت مناديل حريرية وقطنية وكتانية واشتهرت بها مدن بهنسا وأخميم والفسطاط وشطا ودقهعاوه( ؟) والإسكندرية, والمناديل أشكال وأطوال: مناديل للوجه, منديل بهنسي طويل ومناديل الرأس ومنديل البدلة, ومنديل بؤيه. وقد غزت المناديل الدنيا.. ويري بعض المستشرقين أن المنديل كلمة ليست عربية إنما هي مأخوذة من كلمتين لاتينيتين هما: مانوس+ تيلا, الأولي معناها اليد والثانية معناها القماش, أي قماش اليد. وتلقيت من أ.د فاطمة عفيفي من روما رسالة تقول فيها إنها وجدت المنديل في جزيرة صقلية عندما احتلها العرب وأقاموا فيها حضارة نموذجية. ومن د. يوسف عماد الدين من كندا: أنه لاحظ أن زوجته هي التي تصنع المناديل في البيت, وعندها اصرار علي ان تستخدم المنديل القماش وليس المنديل الورقي. ولما جاءت الأميرة البريطانية مارجريت وذهبت الي الأوبرا المصرية ومعها شرابها وطعامها احتاجت الي منديل, فأتوا لها ببعض المناديل الحريرية من عدد من السيدات ورفضت الأميرة استخدام هذه المناديل, رغم حاجتها الشديدة اليها, لماذا؟ ارادت مناديل من ورق في دارالأوبرا عند منتصف الليل! لقد كانت رحلة المنديل المصري طويلة وعريضة ويبدو أنها أخذت في الانحسار بعد ألف سنة! [email protected] المزيد من أعمدة أنيس منصور