أغلق المشهد الانتخابي ولكن التساؤل الآن ماذا ستفعل النساء في البرلمان؟ تري هل سيضمن تبني التشريعات الجديدة لتغيير القوانين التي تميز الرجال عن النساء والمطالبة بالمزيد من الحقوق المدنية والاقتصادية والسياسية ومقاومة الفساد بجميع أشكاله؟ مجموعة من التساؤلات طرحتها د. عزة كامل منسقة مجموعة أصواتنا للتوعية الانتخابية في اللقاء الموسع الذي عقدته أخيرا رابطة المرأة العربية بعنوان( كوتة المرأة في2010 بين النظرية والتطبيق) وضم4 جمعيات تهتم بالمرأة المصرية دعت إليه رابطة المرأة العربية, واشترك فيهاالمركز المصري لحقوق المرأة والجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية, وجمعية نظرة للدراسات النسوية.. ويهدف الاجتماع إلي تقييم تجربة الكوتة النسائية والتعرف عن كثب علي سلبياتها وايجابياتها من خلال عرض تقارير هذه الجمعيات من واقع قيامها برصد هذه التجربة بعضويتها في الائتلاف المستقل لمراقبة الانتخابات. بدأت اللقاء د. هدي بدران مديرة رابطة المراة العربية وقالت: إننا نهدف إلي تعظيم دور النائبات الجديدات في البرلمان حتي يكون لهن بصمة علي التشريعات التي تخص المرأة.. ولذلك يجب أن تتضافر جهود المجتمع المدني لانجاح هذه التجربة التاريخية للنساء. كما رأت المحامية نهاد أبو القمصان أن تطبيق نظام الكوتة في مصر يعد خطوة علي الطريق.. وايجابياتها زيادة عدد النساء في البرلمان إلا ان التجربة تناقضت مع الهدف من الكوتة لان من أهدافها الاساسية تغيير ثقافة المجتمع من خلال تقديم نموذج لمشاركة النساء في البرلمان.. الأمر الذي يستلزم العمل علي تغيير ثقافة جيل كامل ومن هنا تظهر الحاجة إلي تطبيقها لمدة أربع دورات برلمانية وليس اثنتين. وأبرز المحامي أحمد كمال أبو المجد أن أهم مشكلات النائبات في مرحلة ما بعد الفوز هي اتساع حجم الدائرة الأمر الذي يمثل عائقا لهن في التواصل مع قواعدهن الانتخابية علي مستوي المحافظة بأكملها.. لاسيما ان نظامنا الانتخابي يعتمد أساسيا علي تقديم خدمات للناخبين. ولعل أهم ايجابيات الكوتة هو زيادة التمثيل العددي للنساء في مجلس الشعب وتحفيز النساء علي المشاركة في الانتخابات من حيث الترشيح, حيث ارتفعت النسبة لتصل إلي أربعة أضعاف ترشيحات النساء في مجلس الشعب السابق.2005أما سلبياتها فتتمثل في طريقة تقسيم الدوائر الانتخابية, حيث إن المنافسة علي دائرة انتخابية تشمل نطاق المحافظة بأكملها وهو أمر صعب للغاية, بالاضافة إلي ضرورة توافر شروط معينة ضمنية لمن تريد الترشيح علي مقاعد النساء تتمثل في المقدرة المالية المدعومة. أهم ما استخلصه هذا اللقاء هو ان الرهان الآن علي منظمات المجتمع المدني لتدعيم تجربة الكوتة في البرلمان والالتفاف حول النائبات الجدد ليلعبن دورا تاريخيا في عملية التغيير والاصلاح الديمقراطي للوطن.