باعتباري محامية أتردد علي محاكم مصر بجميع درجاتها وأماكنها, وأري مايراه زملائي من المحامين وكذلك المتقاضون عن الحالة التي تكون عليها تلك الأماكن المقدسة في قلوبنا لدورها كمكان تصدر منه الأحكام القضائية التي هي عنوان الحقيقة, ومحل الاحترام والتبجيل, ويوجد المحامون والمتقاضون بهذه الأماكن طوال اليوم صباحا ومساء وفقا لطبيعة القضايا. ولاشك في أن مظهر المحكمة وشكلها له أثر فعال في نفوس المواطنين بجميع أطيافهم ومهنهم وتحرص وزارة العدل منذ زمن بعيد علي اتخاذ نماذج رائعة هندسيا ومعماريا, كما هو الشأن بالنسبة لدار القضاء العالي, كما حرصت وزارة العدل في العصر الحديث علي أن تكون المباني الجديدة للمحاكم ذات طابع معماري متميز كما هو الشأن بالنسبة لمبني المحكمة الدستورية العليا. وسارت وزارة العدل علي الخطي نفسها في إنشائها المبني الخاص بالمحاكم الاقتصادية, حيث يمثل في الواقع لمسة حضارية رائعة في كل عناصره وتظهر هذه اللمسة في عدة خطوات تبدأ بدخول المبني الفخم لتجد الزائر شبابا مثقفا في مظهر لائق يرحبون به ويدلونه علي مكان القضية. أما عن قاعات المحاكم فهي تمثل حضارة في البناء واحترام من سيجلس ويوجد بها... كذلك الشأن في قاعات المحامين وقاعات الانتظار في جلسات التحضير فهي مؤثثة تأثيثا فاخرا يشع براحة نفسية عالية وهو الإحساس المفقود في أماكن أخري لنظر الدعاوي. ولتكتمل الصورة الحضارية للمحكمة الاقتصادية بوجود دورات مياه معدة ومصممة علي أحدث طراز وكأنها تنافس فنادق الدرجة الممتازة. وما نتمناه هو أن تستمر هذه الصورة الحضارية بالرعاية والنظافة الدائمة حيث إن المشكلة الأولي في هذه الحالات هي المتابعة وليس الإنشاء والتصميم. د. سميحة القليوبي أستاذ بحقوق القاهرة