دعا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي جميع المواطنين التونسيين إلي التضامن والتكاتف والحفاظ علي مكاسب البلاد وحماية المؤسسات الخاصة والعامة من أعمال التخريب والعنف. وأكد الرئيس التونسي في تصريح تليفزيوني أمس أنه مدرك تماما لمطالب الشباب التونسي الباحث عن العمل ويحس بمعاناتهم ويسمع أصواتهم وتصله رسائلهم. وقال إنه يضع التشغيل في مقدمة أولويات الحكومة, مذكرا بالتعهد الذي أعلن عنه في خطابه يوم10 يناير2011 بتوفير300 ألف موطن شغل خلال هذا العام والعام المقبل.وجدد الرئيس بن علي في تصريحه تأكيده تمسك الحكومة بقيم الديمقراطية وكفالتها لحرية التعبير السلمي ولحرية التظاهر السلمي وإتاحة فرص الحوار السياسي الحر حول جميع قضايا البلاد بمشاركة جميع الأطراف الوطنية. .ودعا بن علي, في ختام تصريحه, جميع المواطنين وكل الأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني, إلي التوحد ضد العنف والفوضي وأعمال التخريب وإلي مساعدة الدولة في مواجهة الأقلية الشاذة التي تعمد إلي التخريب, كما عقد مجلس النواب التونسي جلسة استثنائية أمس لمناقشة الأحداث التي شهدتها البلاد أخيرا. كما ناشدت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي تونس أمس التحقيق في قتل الشرطة لعشرات المدنيين وأبدت قلقها من تعرض النشطاء للاحتجاز والتعذيب.وقالت بيلاي إن مكتبها مستعد لمساعدة السلطات التونسية علي التحقيق في أي استخدام مفرط للقوة وتقديم الجناة للعدالة.ومضت تقول نحاول التحقق من عدد القتلي. وعلي الصعيد الامني قتل خمسة اشخاص علي الاقل في اعمال العنف في تونس برغم اقالة الرئيس وزير داخليته واستبداله بآخر, واطلاق سراح كل المعتقلين الذين القي القبض عليهم اثر الاحداث الاخيرة واجراء تحقيق في مزاعم الفساد.وشهد وسط العاصمة صدامات عنيفة بين متظاهرين وقوات الامن للمرة الاولي, فيما استمر فرض السلطات حظر التجوال ليلا في العاصمة وضواحيها. وقد حاول مئات من الشبان الذين كانوا يرددون هتافات ضد النظام في باب البحر التقدم في اتجاه جادة الحبيب بورقيبة, لكن قوي الامن قطعت عليهم الطريق بإلقاء قنابل مسيلة للدموع. وأعلن رئيس الوزراء التونسي محمد غنوشي أن بن علي أمر بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في الفساد وعين أحمد فريعة وهو أكاديمي سابق ووزير دولة وزيرا جديدا للداخلية. واشارت مصادر من المعارضة التونسية إلي إقالة أحد قادة هيئة أركان سلاح البر الجنرال رشيد عمار- الذي رفض إعطاء الأوامر- إلي الجنود بقمع الاضطرابات التي انتشرت في البلاد وعبر عن تحفظه إزاء استخدام القوة بشكل مفرط حسب نفس المصادر. واستبدل عمار بقائد الاستخبارات العسكرية الجنرال أحمد شبير حسب هذه المعلومات التي لم تؤكدها مصادر رسمية. وتمركزت هذه التعزيزات عند مفارق الطرق في وسط العاصمة وعند مدخل حي التضامن, حيث كانت الأضرار التي خلفتها أعمال العنف خلال الليل ظاهرة. وغطي حطام الزجاج واطارات السيارات المحترقة طريق بيزرت التي تمر في الاحياء الشعبية التضامن والانطلاقة والمنيهلة في غرب العاصمة. ومن جهته نفي السفير التونسيبالجزائر سي الحبيب أمبارك أن تكون سلطات بلاده أغلقت الحدود مع الجزائر. وقال السفير التونسي في تصريح صحفي أمس إنه لا يعقل أن تقدم السلطات التونسية علي خطوة مثل هذه مع الجيران الجزائريين. وفي السياق نفسه.. أكد مصدر دبلوماسي تونسيبالجزائر أنه بالرغم مع الأحداث الواقعة في تونس إلا أن حركة السير لم يتم وقفها أو حتي تعليقها بين البلدين علي خلفية الاحتجاجات الأخيرة في كلتا الدولتين.