مصرمن أوائل الدول التي نادت بعقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب, وهي المبادرة التي طرحها الرئيس مبارك في خطابه أمام الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في عام1986. والرئيس كرر هذا النداء في العديد من المحافل الدولية طيلة السنوات الماضية إلا أن هذا المؤتمر لم يعقد حتي الآن رغم أهميته. وجاء ذلك النداء إيمانا من القيادة السياسية المصرية بخطورة تلك القضية ليس فقط علي الأمن القومي المصري وإنما أيضا علي الأمن العالمي. فمصر تحملت مسئوليتها لمواجهة تلك الظاهرة الغريبة عن مجتمعنا. كما كانت في طليعة من تصدوا لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه. كما تدرك مصر أن الإرهاب يهددنا جميعا ويهدد مستقبل أبنائنا. ومن هذا المنطلق كان التصدي لتلك الظاهرة اللعينة هدفا وغاية لايمكن التغافل عنهما. والحقيقة أن مصر وقعت في فترات من تاريخها ضحية لذلك الداء اللعين, عندما تم اغتيال الرئيس السادات والشيخ محمد حسين الذهبي وزير الأوقاف. كما تعرض الرئيس مبارك لمحاولة اغتيال فاشلة في أديس أبابا واغتالت قوي الإرهاب الغاشمة رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق. كما تعرض عاطف صدقي رئيس مجلس الوزراء الأسبق لمحاولة اغتيال. ومسلسل الإرهاب قديم في مصر ففي فترة من الفترات تم اغتيال محمود فهمي النقراشي باشا رئيس الوزراء الأسبق الذي خلف أحمد ماهر باشا وكامل بك الخازندار رئيس المحكمة التي حاكمت المتهمين واللواء سليم باشا زكي حكمدار العاصمة... كل هؤلاء سقطوا في فترة لاتتجاوز أربع سنوات. صحيح أن الإرهاب لم يقتصر أبدا علي اغتيال المسئولين فجميعنا يتذكر مذبحة الاقصر البشعة التي راح ضحيتها58 سائحا في عام1997 وكذلك تفجيرات طابا في عام2004 التي أودت بحياة34 شخصا. كما شهدت مدينة شرم الشيخ سلسلة تفجيرات علي فترات زمنية متقاربة. وفي كل مرة كانت يد الإرهاب الآثمة تطول فيها مصر; كان المشككون يتوقعون انهيار الإرادة المصرية أمام قوي الإرهاب المتطرفة إلا أن الإرادة المصرية والعزيمة الفولاذية لأبناء مصر كانت تقف دائما أمام كل المشككين في قدرة مصر علي دحر الإرهاب بكافة صوره. فعندما اغتالت يد الإرهاب الآثمة الرئيس الراحل أنور السادات في ثمانينيات القرن الماضي ظن الجميع أن مصرأصبحت علي شفا توترات لا قبل لأحد بها إلا أن الأحداث أثبتت بعد ذلك قدرة المصريين علي الوحدة عند الصعاب حتي يتم تخطي المحنة. وحتي عندما وقعت مذبحة الأقصر وتعرضت السياحة في مصر لانتكاسة شديدة, وما تبع ذلك من أحداث جسام تمكنت مصر من تخطي الأزمة والعبور إلي بر الأمان. إن جميع الأحداث الجسام التي تعرضت لها مصر علي مدي تاريخها سواء الحديث أو القديم تثبت أن المصريين قادرون علي الوقوف يدا واحدة أمام أي تحديات مهما كانت. فالإرادة المصرية منتصرة دائما وأبدا وتلك المقولة ليست مرسلة إنما تثبتها أحداث تاريخية كثيرة مرت بها بلادنا.