بإعتبار أن المسيحيين نسيج أساسي في المجتمع لهم دورهم الإجتماعي الرئيسي, فإن الكثير من قصص هؤلاء الأقباط قد تلاحمت مع قصص إخوانهم المسلمين في أفلام السينما. كما أن بعض هذه الأفلام كان أبطال قصصها الرئيسيين من هؤلاء الأقباط, أسوة بأن الكثيرمن قصص السينما تروي أيضا حكايات المسلمين, وفي الكثير من هذه الأفلام تلاحمت هذه القصص المسلمة المسيحية في نفس النسيج, باعتبار أن هذا هو هيكل المجتمع, وانه لا يمكن انفصال طائفة عن أخري, فالمسلمون يشاركون أقرانهم المسيحيين في أعيادهم, وانه لا يمكن انفصال طائفة عن أخري, فالمسلمون يشاركون أقرانهم المسيحيين في أعيادهم الدينية, ومناسبتهم الخاصة, وكذلك يفعل الأقباط مع المسلمين, وسوف نري أن هذا التلاحم موجود في أفلام بعينها, من خلال قصص مجموعة من طلاب مصر الجديدة في فيلم ضحك ولعب وجد وحب,لطارق التلمساني عام1993, وأيضا في البوسطجي لحسين كمال1966, وللحب قصة أخيرة ثم سيداتي آنساتي لرأفت الميهي1990, والتحويلة لأمالي البهنسي1996, هذا بالإضافة إلي أن هناك أفلاما أبطالها الرئيسييون من المسيحيين اللبنانيين, ويتمثل ذلك في مجموع الأفلام التي أخرجها حسن الإمام مثل الراهبة1965, شفيقة القبطية1963, بديعة مصابني1975, ومن الأفلام, ثم هناك القصة التاريخية في فيلم الناصر صلاح الدين ليوسف شاهين بين عيسي العوام المسلم ولويزا المسيحية عام1963. وفي العقد الأول من القرن الواحد والعشرين, تغير الوجود المسيحي( القبطي) في السينما المصرية بشكل ملحوظ, لقد تغيرت الظروف الاجتماعية, والحياتية, والسياسية بشكل جذري, في البلاد, وصار مرقص الي جوار حسن, وامتزجت الأسر والصداقات, وصار من دور السينما أن تؤكد أهمية التلاحم الإنساني بين عنصري الأمة, وقد بدا هذا في عدد كبير من الأفلام, من الصعب حصرها في مقال واحد, ولاشك أن الأمر يحتاج الي كتاب ضخم في هذا الشأن, لكن لاشك أن هناك علامات بارزة في هذا الشأن مثل فيلم هندي لمنير راضي عام2003, وباحب السيما لأسامة فوزي عام2004 وأيضا الكلام في الممنوع لعمر عبدالعزيز عام2000, وعمارة يعقوبيان لمروان حامد عام2006 والرهينة لساندرا نشأ عام2006, وأفلام أخري عديدة مثل مافيا لشريف عرفة عام2002 والوعد للمخرج محمد ياسين. وكما أشرنا فإنه لا توجد فواصل بين الطرفين, هما من نسيج المجتمع معا يؤديان نفس المهام, خاصة المهام الوطنية, لحماية الوطن, مثل الشخصية التي جسدها أحمد رزق في فيلم مافيا, ولعل أبرز هذه الأفلام علي الاطلاق هو فيلم هندي, فهو فيلم عن الصداقة بشكل عام, والصديقان هنا, يؤثران الصداقة التي تربط بينهما, عن العلاقة التي تربط بين كل منهما, وبين امرأة في حياة كل منهما,وسوف نتوقف عند فيلم حسن ومرقص فالسيناريو منذ البداية, يقدم مشهدا أمام مشهد, مرة للأب بولس, وأخري للشيخ محمود. وتصرف الفيلم مع الطرفين, بهدف أن نتعرف في جميع التفاصيل عن كل جانب, ولأنه من الصعب الحديث عن كل الأفلام الحديثة, كما أشرنا, فإن تجربة فيلم الرهينة لساندرا نشأت لايمكن إغفالها, فالفيلم يركز علي اللغط الذي يتردد علي ألسنة البعض حول العلاقة بين المسلمين والأقباط.