كعادتها، تباينت الاهتمامات الرئيسية لصحف بريطانيا الكبري.صحيفة الأندبندنت اعطت أهمية لتقرير صادر عن الأممالمتحدة حول الجوع في العالم. وفيه تحذر المنظمة من أن العالم يواجه ارتفاعا قياسيا غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية. ولذا اختارت الصحيفة عنوانا " الجوع القادم". الشأن الداخلي في ظل الشتاء القاسي هذا العام ، ركزت صحيفة ديلي تلجراف على أزمة التطعيم ضد مرض الانفلونزا. فنبهت إلى أن عيادات طب الأسرة ، التي يعتمد عليها بشكل رئيسي في مواجهة المرض، تشكو نقصا حادا في طعم الانفلونزا ويقولون إن المخزون بدأ ينفد. وفي الصحيفة نفسها ، ينقل عن رئيس الوزراء ديفيد كامرون قوله إن أوامر السيطرة على الحركة فشلت وسوف تلغى. وهو يشير إلى بعض النصوص القانونية ذات الصلة بالقوانين الإرهاب التي تجيز للشرطة الافراج عن بعض المشتبه بهم ولكن بشروط منها وضع حلقات الكترونية بقدم الشخص المفرج عنه كي يمكن تحديد أماكن وجوده. وتتعرض هذه الشرطة لانتقادات حادة من جانب جماعات حقوق الإنسان والحقوق المدنية في بريطانيا.ويتوقع أن يناقشها البرلمان قريبا في ظل تعهد حزب الديمقراطيين الأحرار ، الشريك في الحكومة الائتلافية الحالين ، بتعزيز الحريات وحقوق الإنسان في بريطانيا. وقد وعد كامرون ، كما تقول الصحيفة ، باتباع نظام جديد من شأنه ضمان الامن العام في البلاد. وربما بحكم تخصصها ، ركزت صحيفة فاننيشيال تايمز على قضية التسرب النفطي في خليج المكسيك التي كادت تفجر أزمة سياسية بين بريطانيا وأمريكا. فقد نقلت الصحيفة عن تقرير للبيت الأبيض تحميله شركة بريتش بتروليم العالمية المسئولية الرئيسية عن التسرب الذي كلف الأمريكيين المليارات. وقال التقرير أن كبار المسئولين التنفيذيين لم يحسنوا التعامل مع الأزمة. وفي الصحيفة نفسها ، ينقل عن جورج أوزبورن ، وزير الخزانة البريطانية ، نصحيته لأوروبا بأن تركز في المرحلة الحاليةعلى اعادة ترتيب بيتها الداخلي في إشارة إلى أزمة منطقة اليورو المتفاقمة. ويذكر أن بريطانيا ليست جزءا من هذه المنطقة. وجاءت النصيحة في رسالة بريطانيا إلى أوروبا في العام الجديد . وفي موضوع له صلة بالوضع الاقتصادي الصعب في بريطانيا ، كشفت صحيفة ديلي ميل ، الأقرب إلى الصحف الشعبية ، عن أن خطة التقشف التي تطبقها الحكومة حاليا مبالغ فيها وتكلف البريطانيين أكثر من اللازم. وكانت الحكومة بدأت منذ يوم الثلاثاء الماضي خطة رفع ضريبة القيمة المضافة المفروضة على معظم المبيعات في البلاد من 5ر17 في المائة إلى 20 في المائة. وفي الوقت نفسه ، فإن مسئولين مثل سير اندرو كان المدير التنفيذي لهيئة التجارة والاستثمار ، الذراع الاقتصادي لوزارة الخارجية يسعى ، كما تقول الصحيفة نقلا عن رسالة بريدية موجهة منه إلى موظفيه ، للحصول على أفكار لإنفاق مليون جنيه استرليني متوفرة في ميزانية الهيئة قبل أن تشرع الخارجية في الضغط الحاد للإنفاق. صحيفة الجارديان ، اعطت أولوية لقضية وقف إيان أيموندسون رئيس تحرير صحيفة نيوز أف زي وورلد الشعبية بسبب اداعاءات جديدة بأن الصحيفة تتنصت على هواتف ورسائل الشخصيات المشهورة. ويتزامن قرار الوقف مع قضية رفعتها الممثلة سينا ميللر ضد الصحيفة وتتهمها بالتلصص على رسائلها الهاتفية. وليست تلك هى المرة الأولى التي تواجه فيه الصحيفة هذه الاتهامات. ففي عام 2007سجن محرر الشئون الملكية بها كلايف جودمان لادانته بالتنصت على هواتف بعض اعضاء الأسرة المالكة. لم تغب قضايا الشرق الاوسط عن متابعات الصحف البريطانية الخبرية والتحليلية. الاهتمام الإبرز كان بعودة مقتدى الصدر الزعيم الشعي الشاب من إيران إلى العراق واعتبرت صحيفة الاندبندنت، ذلك إنهاء لمنفى ، قائد جيش المهدي، في إيران ، والذي استمر ثلاثة سنوات ونصف. وتقول الصحيفة إن الصدر يعود لبغداد ليقود التياره الصدري الذي يشارك في الحكومة الجديدة وفق تسوية سياسية انتهت الى الائتلاف الحالي بقيادة نوري المالكي. وتتوقع الصحيفة أن يتولى تيار الصدر سبع وزارات. غير أنها تعتقد أن الإدارة الأمريكية تنظر الى الصدر بتوجس لاسيما أن تياره يحظى بدعم الفقراء بين الشيعة في العراق. وفي الإندبندت أيضا ، قصة تعلق بحقوق الإنسان في إسرائيل . وتشير إلى أن الكينسيت الإسرائيلي (البرلمان ) يؤيد إجراء تحقيق "ماكاراثي" في أنشطة منظمات حقوقية. والتهمة الأساسية الموجهة لهذه المنظمات هى الاساءة إلى الجيش الإسرائيلي بالطعن في مصداقيته ، كما يقول أنصار التيار اليميني المتشدد في الكينيست. وتنقل الصحيفة ان اليساريين الإسرائيليين قولهم أن موافقة البرلمان على اقتراح بإجراء التحقيق هو دفع المجتمع الإسرائيلي نحو"الماكارثية" في شأن له صلة بإيران ، اعطت الصحيفة مساحة لخبر انتحار علي رضا بهلوي، الابن الاصغر لآخر شاهنشاهات ايران الراحل، محمد رضا بهلوي . وصف الصحيفة الحدث بأنه تذكير بابتعاد حلم عودة الاسرة الامبراطورية البهلوية الى عرش إيران. وكان أنصار الملكية يطالبون الغرب بمساعدتهم في تغيير النظام الحالي وإعادة الملكية إلى إيران. وتتناول صحيفة ديلي تلجراف الرصينة خبر احتجاز المملكة العربية السعودية نسرا اشتبهت في أنه يتجسس لصالح لجهاز الموساد ( الاستخبارات الخارجية) الاسرائيلي. وتنقل عن السلطات السعودية قولها انها اصطادت النسر وتعتقد انها ارسل لجمع معلومات استخبارية عن المملكة. وحسب السلطات ، فإن النسر كان يحمل جهازا لنقل معلومات تحديد المواقع الجغرافية وكان يحمل علامة تصنيف من جامعة تل ابيب. وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن بعض سكان المنطقة التي أوقع فيها بالنسر عبروا للصحافة المحلية السعودية عن اعتقادهم بأن ان المسألة لها علاقة بما أسموه مؤامرة صهيونية، ما دفعهم للاسراع بإبلاغ الاجهزة الامنية عن هذا النسر. ويلفت الانتباه أن الصحيفة نقلت عن السلطات الاسرائيلية تأكيدها ان مهمة النسر كانت بريئة وهى المشاركة في دراسة اكاديمية حول عادات الطيور الجارحة المهاجرة إلى مواطنها.