الحادث الارهابي الذي وقع في كنيسة القديسين بالاسكندرية لم يكن يستهدف أقباط مصر فقط, وإنما استهدف مصر كلها. مسلميها قبل أقباطها. وهذا الحادث الجبان لن ينال من وحدة مصر, واستقرارها, ولن يفسد العلاقة بين المسلمين والأقباط.. وتأكدت كل هذه المعاني والدروس فيما يلي: أولا: وقوف النسيج المصري الواحد لمواجهة الجريمة, ووقوف كل مصري قبطي ومسلم يدا واحدة في مواجهة هذه الأزمة الفارقة, ورفض أي محاولة لشق هذا النسيج, وبدا ذلك واضحا لكل متابع لعمليات الانقاذ حيث تسابق شباب المسلمين والاقباط للتبرع بالدم من أجل انقاذ المصابين. ثانيا: التأكيد علي تماسك الشعب المصري ورفضه للممارسات الارهابية, ووقوفه صفا واحدا أمام محاولات الوقيعة بين أفراده الذين يضربون المثل في السماحة والوحدة الوطنية والترابط عند الأزمات. ثالثا: تفجير كنيسة القديسين دخيلة علي شعب مصر المتسامح الذي عاش المسلمون والمسيحيون معا أربعة عشر قرنا من الاخوة, والتعاون والارتباط بالوطن, والقرآن الكريم يؤكد حماية أرواح وممتلكات غير المسلمين, والاعتداء علي كنيسة اعتداء علي مصر كلها, والعلاقة بين الإسلام والمسيحية هي علاقة محبة وتعاون وليس علاقة صراع. رابعا: الجريمة مست جميع المصريين وليس الأقباط وحدهم وهي عمل خسيس ارتكبتها جماعة إجرامية إرهابية في محاولة لزرع روح الفرقة والحقد والكراهية والشقاق بين أبناء مصر متزامنة مع بداية العام الجديد. خامسا: مصر دولة قانون تحترم الدستور والقانون قادر علي أن يعطي كل مواطن حقه ولا يمكن ان نشكك في مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية وقضائها الشامخ, ونرفض أي محاولات للمساس بها أو الاعتداء علي رجال الدولة. سادسا: ضرورة التزام القنوات الفضائية والخاصة بالموضوعية, والبعد عن الإثارة في معالجة مثل هذه الحوادث, والتأكيد علي البعد الوطني في معالجة موضوع الوحدة الوطنية. سابعا: ضرورة أن يكون للمثقفين والمفكرين والمعلمين دور وأهمية وجود دور معلن للأحزاب السياسية في تدعيم وتعميق الدولة المدنية. ثامنا: علينا أن نكون حريصين ومنتبهين لأن من دبر هذه الجريمة وخطط لها لن يرتدع عن تدبير جرائم أخري مماثلة, ولن يكتفي بما حدث, ولن يقتنع بأنه ضرب ضربته وانتهي.