تبدأ اليوم مباريات دورة حوض النيل لكرة القدم التي تنظمها مصر حتي17 يناير الحالي بمشاركة منتخبات السودان وتنزانيا وبوروندي وأوغندا وكينيا والكونجو إلي جانب مصر الدولة المنظمة, وذلك بهدف الاستفادة من الرياضة لتجميع وتوحيد صف الدول التي تتشارك في شريان الحياة علي مياه النيل, باعتبار أن الرياضة أسهمت من قبل في مناسبات عديدة لمساندة ما تسعي إليه السياسة.. ولكن للأسف جاء حادث كنيسة القديسين ليلقي بظلاله علي الدورة فأصبحت تحمل هدفين في وقت واحد بعد أن أصبح شعارها لا للإرهاب.. ونعم للوحدة الوطنية. وكانت اللجنة المنظمة للدورة قد قامت بتقسيم المنتخبات المشاركة إلي مجموعتين الأولي تضم مصر وأوغندا وتنزانيا وبوروندي والثانية تضم منتخبات السودان وكينيا والكونجو, ويشهد اليوم إقامة3 مباريات في افتتاح الدورة تبدأ في الثالثة إلا الربع عصرا بمباراة السودان وكينيا بملعب المقاولون العرب, ثم تلعب أوغندا مع بوروندي في الخامسة إلا الربع باستاد الشرطة, وفي المباراة الثالثة يلتقي المنتخب الوطني مع نظيره التنزاني في السابعة مساء باستاد المقاولون العرب ويدير هذه المباراة طاقم تحكيم سوداني. والأهداف بالتأكيد من مشاركة هذه المنتخبات ليست سياسية فقط, بل يحرص الجميع علي الاستفادة من مبارياتها في الاستعداد لمنافسات مهمة بالنسبة له في الفترة المقبلة, فالبعض يعتبرها خير إعداد قبل اللعب في بطولة إفريقيا للمحليين التي تنظمها السودان خلال الشهر المقبل, مثلما يضعها المنتخب الوطني ضمن أجندة استعداداته للتجهيز لمباراته المهمة والمرتقبة أمام جنوب إفريقيا في شهر مارس المقبل بجوهانسبرج ضمن المرحلة الثالثة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم في غينيا والجابون بداية العام المقبل. هذا الواقع من الإعداد سيفرض علي الجميع الاستفادة من هذه المباريات في تجربة لاعبيه وطرق لعبه والنواحي الفنية الخاصة بكل منتخب من أجل الوصول في النهاية لأفضل ما لديه قبل خوضه ما يجهز له, وبناء علي ذلك سيحرص الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة حسن شحاتة علي استكمال ما بدأ تنفيذه منذ مباراة استراليا ومرورا بتجربة قطر وهو الاستمرار في الاعتماد علي طريقة2/5/3 التي عاد للعب بها من أجل التغلب علي الأخطاء الدفاعية التي عاني منها المنتخب في الفترة الأخيرة وتسببت في تعادله مع سيراليون وخسارته من النيجر في تصفيات إفريقيا, إلي جانب التجربة الجدية لبعض العناصر العائدة والجديدة في صفوف المنتخب بحثا عن التخلص أيضا من أزمة غياب المهاجمين. إن ملامح خطة وتشكيل المنتخب الوطني لمباراة اليوم أمام تنزانيا قد لا تكون واضحة بصورة كاملة لأنها البداية والبدايات دائما هي الأصعب أمام الجهاز الفني لأنه يستند في اختياراته للتدريبات بعكس ما قد يحدث في المباريات المقبلة لأنه سيكون قد شاهد علي أرض الواقع في مباراة اليوم, إلي جانب أن بعض الظروف الحالية قد تفرض عليه اختيارا واحدا فقط مثلا في ناحية الشمال بوجود أحمد سمير فرج نظرا لإصابة محمد عبدالشافي والبرنامج العلاجي الذي يخضع له حاليا, يضاف إلي ذلك ما فرضته الظروف بتعرض حسام غالي لإصابة خفيفة في مران أمس الأول تجعله يحتاج للراحة يومين, ومن المرجح أنه لن يلحق بمباراة اليوم, وكذلك تأخر انضمام أيمن حفني لمعسكر المنتخب عما كان متفقا عليه. المؤشرات السابقة لمباراة منتخب مصر مع نظيره التنزاني اليوم تتجه نحو اعتماد الجهاز الفني علي عناصر بعينها في بعض المراكز وربما حسم مراكز أخري صباح اليوم قبل المباراة ولكن من المتوقع أن يكون عبدالواحد السيد حارس المرمي وأمامه بلا شك وائل جمعة ومحمود فتح الله كمساكين ومازال التفكير دائرا حول من يرافقهما كليبرو بين3 لاعبين هم عبدالله الشحات ومحمد نجيب والوجه الجديد شريف حازم, وذلك بعد إصابة غالي الذي كان مرشحا بقوة للقيام بهذا الدور بعد نجاحه فيه مع الأهلي في مباراة القمة الأخيرة التي حملت الرقم(106), بينما سيكون أحمد سمير فرج ناحية اليسار وأحمد فتحي يمينا وفي الوسط تتجه النية إلي تجهيز حسني عبدربه بعد عودته من الإصابة ومشاركته مع الإسماعيلي في مباراة كفر الشيخ باعتبار مباريات الدورة خير وسيلة لذلك قبل مباراة أمريكا الودية الشهر المقبل ويرافقه إبراهيم صلاح. وبالنسبة لأصحاب الهوايات الهجومية, فهنا تأتي الحيرة التي مازال يفكر فيها الجهاز الفني فيما يتعلق بتشكيل البداية وهل سيلعب برأسي حربة صريحين وخلفهما صانع ألعاب أم العكس, وتظهر في الصورة بهذه المنطقة أسماء كثيرة مثل أبوتريكة وشيكابالا وأحمد بلال كثلاثي البداية وربما يفاجئ حسن شحاتة الجميع ويستغني عن اللعب بليبرو باعتبار أن اللعب مع منتخب تنزانيا يمثل بداية تدريجية من حيث القوة ولا يحتاج إلي الدفاعات القوية ويجرب مهاجما آخر مثل السيد حمدي أو أحمد علي.. أي أن الافتراضات كثيرة ويحددها فقط الجهاز الفني اليوم ولكنه يضع في حساباته أن من لن يبدأ فستتم تجربته بالتأكيد ومنحه الفرصة في المباراة أو في المباريات الأخري لأنها وفقا لتوقعات وصول منتخب مصر للمباريات النهائية سيلعب5 مباريات في هذه الدورة. إن البداية اليوم.. ومساحة الاختيار والتجارب مفتوحة بحثا عن ملامح نهائية للمنتخب الوطني وقد لا يحددها اللعب مع تنزانيا.. ولكن تحددها مباريات الدورة جميعها.. إذن ليبدأ المنتخب ويلعب.. وينتظر الجميع المشاهدة.. والمكاسب!!