حذرت قبيلة المسيرية من إجراء أي خطوات استباقية لضم أبيي لجنوب السودان دون قيام استفتاء يشاركون فيه. واعتبرت محاولة إيجاد قانون لقيام استفتاء منفصل خاص بقبيلة دينكا نقوك في منطقة( النت) جنوب بحر العرب, استفزازا للقبيلة لجرها للحرب. وقال مختار بابو نمر ناظر قبائل المسيرية- في تصريح صحفي- إن قبيلة المسيرية قادرة علي إجراء استفتاء مواز في شمال بحر العرب لضم المنطقة للشمال, حال إقدام الحركة الشعبية علي تنفيذ مخطط لضم المنطقة للجنوب, مشيرا إلي أن الجنوب مازال ضمن السودان الموحد والحركة جزء من الحكومة, ولا يمكنها أن تملي إرادتها عليها. وجدد بابو نمر تمسك المسيرية بحقهم في المشاركة في استفتاء ابيي, وقال إنهم لن يسمحوا بإجراء استفتاء بمعزل عنهم, متهما الحركة الشعبية بالعمل علي تحريض دينكا نقوك للاستحواذ علي أرض المسيرية في أبيي. وكان مسئول ملف أبيي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان الدرديري محمد أحمد حذر في وقت سابق من نصائح أمريكية تتعلق بخطة لضم منطقة أبيي المتنازع عليها, لجنوب السودان من جانب واحد. وفي غضون ذلك نفي الأمير كوال زعيم الدينكا في ابيي وجود اتجاه شعبي بضم المنطقة للجنوب من جانب واحد, وقال إنهم ملتزمون بأي اتفاق يتوصل إليه الشريكان بشأن مصيرها. و كشف مجلس الدفاع السوداني المشترك- في اجتماع عقده بالخرطوم أمس الأول- عن اتخاذ مجموعة من التدابير الأمنية لحماية مناطق البترول ومنشآته وتأمينها حتي بعد إجراء عملية الاستفتاء مهما كانت النتيجة. وقال اللواء الركن أحمد عبد النور الناطق الرسمي باسم المجلس: إن المجلس سيخطر مؤسسات الرئاسة بالاتفاق الذي تم التوصل إليه لتأمين البترول. و حمل حزب المؤتمر الوطني في السودان, الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية ما ستئول إليه الأوضاع بالجنوب وما يأتي من نتائج كارثية عقب الاستفتاء المقرر في التاسع من يناير المقبل. جاء ذلك علي لسان الدكتور قطبي المهدي أمين أمانة المنظمات بالمؤتمر الوطني الذي أوضح- في تصريح صحفي أمس- أن أمريكا وحلفاءها اندفعوا في التأييد لانفصال الجنوب متجاهلين مصلحة المواطن الجنوبي الباحث عن الأمن والاستقرار. وأضاف أن الإدارة الأمريكية سوف تتحمل النتائج الكارثية لانفصال الجنوب وما يتبعه من تفاقم للأوضاع الإنسانية لمواطني الجنوب واستمرار النزاعات القبلية التي تسبب فيها الجيش الشعبي إضافة إلي تزايد الفجوات الغذائية بالجنوب. ومن جانبه, قال السفيرعبد الغفار الديب سفير مصر لدي الخرطوم إن السودان يشهد حالة من التهدئة ومفاوضات مكثفة للتوصل إلي اتفاق لحل المشاكل المتبقية بين الشمال والجنوب السودانيين نتيجة القمة العربية المصغرة التي انعقدت أخيرا بمبادرة من الرئيس حسني مبارك وبمشاركة رؤساء ليبيا وموريتانيا والسودان ورئيس حكومة جنوب السودان سيلفا كير. وذكر أنه حدثت نقلة نوعية بين الشمال والجنوب السودانيين خلال القمة التي شهدت تفاهما مشتركا وتوجيه نصائح للجانبين بضرورة الحفاظ علي أمن السودان وسلامته وعلي العلاقات الطيبة بين أفراده في الشمال والجنوب السودانيين. وقال: شاهدنا نوعا من التهدئة بعد الزيارة علي مستوي القيادة السياسية, وامتدت التهدئة إلي الحدود بتراجع المناوشات العسكرية علي جانبي خط الحدود الذي كان متواجدا في أول يناير تاريخ استقلال السودان1956, تأكيدا علي الالتزام بالتفاهم الذي تم التوصل إليه خلال القمة,وأوضح أن الجانبين قطعا علي نفسيهما تعهدا بعدم العودة إلي الحرب وتفضيل خيار التعاون المشترك والعلاقات السلمية وحرية مرور السودانيين عبر الحدود بين الشمال والجنوب; ويسمونها حدودا مرنة, لأن هذه المنطقة بها علاقات مصاهرة بين القبائل في منطقة تقع فيها عشر ولايات من بين26 ولاية تضمها السودان. ونوه إلي أن الرئيس مبارك أكد للجانبين ضرورة احترام العلاقات بين الشمال والجنوب بحيث يكون الانفصال سياسيا وليس اجتماعيا أو اقتصاديا أو إقليميا, ويبقي التكامل قائما بين السودان بكل أقاليمه والتواصل بين الشمال والجنوب. وذكر أن هناك مفاوضات جارية لوضع معالم اتفاقية تعاهدية في المجالات الاقتصادية والأمنية. وأوضح أن هناك توافقا علي التعاون بين الشمال والجنوب حتي لو انفصل الجنوب, وسيكون هناك ارتباط ببروتوكول للتعاون الاقتصادي. و بلغت نسبة العودة الطوعية من معسكرات اللجوء بشرق تشاد إلي ولاية غرب دارفور90 في المائة بمحليات صليعة وجبل مون والوحدات الإدارية التابعة لهما, وأكدت حكومة الولاية استعدادها لتقديم العون الضروري للعائدين.