مثلما أنجبت محافظة الشرقية من قبل الجندي محمد عبدالعاطي شرف صائد الدبابات وأحد أبطال الجبهة الخارجية في حرب1973 المجيدة, فقد كانت علي موعد مع بطل آخر في الجبهة الداخلية. وهو السائق رمضان محمد عمر الذي أنقذ المنطقة المكتظة بالسكان في حي المنصورية بالهرم من انفجار الشاحنة التي يعمل عليها, بعد اشتعال النيران بها, وهي محملة ب35 ألف لتر من بنزين90 وقادها مشتعلة حتي وصل بها إلي صحراء منطقة الأهرامات بالجيزة لتنفجر دون حدوث أي اصابات في الأرواح أو الممتلكات. ذهبنا إلي قرية البطل التي تقع علي مسافة تبعد نحو75 كيلو مترا عن الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية, وهي قرية قصاصين الأزهار, التابعة لمركز كفر صقر, والتقينا مع السائق البطل قائد الشاحنة في منزله, ووسط أسرته. في البداية قال رمضان الذي يبلغ من العمر47 عاما انه متزوج من ابنة خالته ولديهما من الأبناء ثلاثة أكبرهم سحر دبلوم تجارة ومحمد بالمرحلة الإعدادية, وآخرهم محمود الذي يكمل عامه الرابع خلال بضعة أشهر. ويسكن رمضان في منزل يمتلكه علي مساحة90 مترا يتكون من ثلاث غرف صغيرة ومنافعها, وكان والده رحمه الله يعمل مزارعا باليومية, أما والدته فكانت ربة منزل ظلت تعاني من شلل نصفي حتي رحيلها. وأكد السائق رمضان أنه لم يقدم علي فعلته تلك من قبيل المغامرة, لأنه ليس مغامرا بطبعه, ولا من هواة الشهرة, وإنما تصور وقت الحادث أن أولاده من سكان تلك المنطقة, فقرر إنقاذهم جميعا لايمانه الراسخ بأن الله سوف يسخر لهم من يحميهم في حالة فقدانه في الحادث. أما عن تكريمه من ثلاثة وزراء بالحكومة هم وزراء القوي العاملة, والبترول, والمالية.. فقد وصف لحظات تكريمه بأنها لحظات لن ينساها بقية حياته, مشيرا إلي أن ذلك التكريم يبرهن علي احساس الرئيس مبارك والحكومة بالمخلصين من أبناء هذا الشعب, وتشجيع الآخرين علي العطاء والتفاني, وأبدي رمضان سعادته بقرار وزير البترول بشأن تعيينه في احدي شركات الوزارة, فضلا عن تمتع ابنائه بمزايا التأمين الصحي الشامل. وفي النهاية قال السائق البطل رمضان إنه تمني أن يستقبله محافظ الشرقية لينقل اليه رسالة من أهل بلدته يرجونه فيها بتوصيل شبكة الصرف الصحي لقريتهم.