جاءت أحوال السينما المصرية خلال عام2010 خارج كل التوقعات الممكنة, فمن خلال القراءة السريعة لأحداثه نجد انه عام سلبي وبائس وحزين, حيث لم تشهد حالات العرض سوي92 فيلما بتراجع عشرة افلام عن العام الماضي(39 فيلما) أي بنقص يزيد عن%25, وفي الوقت نفسه خلت الساحة للفيلم الأمريكي ليرتفع عدد الأفلام المعروضة من135 فيلما الي ما يزيد عن180 فيلما, وكأن نهضة انشاء صالات العرض في مصر قد جاءت لمصلحة الفيلم الأمريكي وبالطبع هذا يؤثر بالسلب علي صناعة السينما. علي نفس المستوي تراجعت الإيرادات كثيرا واختفت الأفلام الكوميدية ونجومها فلم يظهر أي فيلم لمحمد هنيدي وتلقي محمد سعد الضربة القاضية الأخيرة بفشل فيلم اللمبي8 جيجا وبدأ القلق يطارد احمد حلمي رغم انه نجم الإيرادات الأول, نتيجة انخفاض المستوي الفني والقدرة علي الاضحاك في فيلمي عسل اسود وبلبل حيران بينما ازدادت اسهم أحمد مكي لاتراجع ولا استسلام صعودا. والطريف أو المفاجأة التي اصابت المنتجين الذين يسيطرون علي سوق السينما هي ان كلا من احمد حلمي واحمد مكي قاما بإنتاج فيلمهما الأخير مما اصاب المنتجين في مقتل واصبح الرابح الوحيد انتاجيا الآن الأخوين السبكي بما ينتجانه من اعمال استهلاكية رديئة مثل ولاد البلد بطولة سعد الصغير. اذن فإن سوق الانتاج والتوزيع التقليدي شهد أسوأ سنواته خاصة بعد فشل فيلم الديلر لأحمد السقا. ولكن في المقابل ظهرت صيغ انتاجية ايجابية وجديدة ومختلفة صحيح انها لم تترك بصمة في سوق الايرادات ولكنها خرجت بالفيلم المصري من عنق الزجاجة التجارية والاستهلاكية فكانت افلام رسائل البحر لداود عبدالسيد وعصافير النيل لمجدي احمد علي والكبار لأحمد غانم والافلام الثلاثة اسهمت فيها وزارة الثقافة من خلال دعم وزارة المالية. وايضا كانت افلام الديجيتال قليلة التكاليف وعرض منها هذا العام فيلما هليوبوليس لأحمد عبدالله وبصرة لأحمد رشوان. وكانت اكبر المفاجآت الايجابية هي ان افلام الديجيتال لاقت ترحيبا دوليا وعربيا فكانت الممثل الرسمي للسينما المصرية وربحت جوائز مهمة مثل فوز فيلم ميكروفون بجائزة التانيت الذهبي في مهرجان قرطاج وبجائزة احسن فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي وجائزة المونتاج في مهرجان دبي وايضا, فاز فيلم حاوي لإبراهيم البطوط بجائزة احسن فيلم في مهرجان الدوحة, اما الفيلم الفائز بجائزة مهرجان القاهرة في المسابقة الرسمية فكان الشوق لخالد الحجار وهو انتاج مشترك مع فرنسا, كما ربح فيلم678 اخراج محمد دياب جائزتي التمثيل( بشري وماجد الكدواني) في مهرجان دبي, أي ان الاستوديوهات الانتاجية التقليدية في مصر خسرت مرتين علي المستوي التجاري وعلي المستوي الفني حيث لم تشارك افلامها في أي مهرجان. اذن فإن المفاجأة الكبري في سينما2010 هي ان محتكري الانتاج والتوزيع الذي سيطروا علي سوق الصناعة طوال ال20 سنة الأخيرة اصبحوا في حالة يرثي لها, وفي المقابل اشتد عود الافلام القليلة التكلفة والاكثر فنا بدعم من المهرجانات العربية ماديا وادبيا بعد فوزها بجوائز, وايضا شهدت سينما2010 نهاية اسطورة نجم الايرادات, كما شهدت مولد7 مخرجين جدد وممثلين جدد مبشرين, ووسط هذه المفاجآت ظل عادل امام زهايمر وحده الذي حافظ علي مكانته سواء في دنيا الإيرادات أو من خلال السينما التي يحب ان يقدمها. أما افضل ما قدم هذا العام في هذه الأجواء المضطربة فكان: أحسن فيلم: رسائل البحر. أحسن مخرج: داود عبدالسيد( رسائل البحر). أحسين سيناريو: محمد أمين( بنتين من مصر). أحسن ممثل: آسر ياسين( رسائل البحر). أحسن ممثلة: بسمة( رسائل البحر) وصبا مبارك( بنتين من مصر). أحسن ممثل دور ثان: ماجد الكدواني(678). أحسن ممثلة دور ثان: ناهد السباعي(678). أحسن وجه جديد( نساء): مريم حسني( ولد وبنت). أحسن وجه جديد( رجال): أحمد داود( ولد وبنت). أحسن مدير تصوير: أحمد المرسي( رسائل البحر). أحسن موسيقي تصويرية: راجح داود( رسائل البحر). أحسن مونتاج: أحمد عبدالله( هليوبوليس). أسوأ أفلام العام: قاطع شحن ولاد البلد. ويبقي ان نذكر ان العام الجديد2011 سوف يكون خارج كل التوقعات ولكنه علي أي الأحوال سوف يكون أفضل من العام التي تذبل أوراقه خلال ساعات.