قدم الكاتب الصحفي والقاص المبدع سامي فريد مسرحية قصيرة تحت مسمي سهراية مصرية تتناول عنوان حياة الفنان الراحل ابراهيم الحجار الذي يعد واحدا من أصحاب الأصوات النادرة في تاريخ الغناء العربي الحديث وأستاذ مادة المقامات الشرقية بمعهد الموسيقي العربية والذي تتلمذ علي يديه عدد كبير من نجوم الغناء الحالي وقد أحسن الكاتب سامي فريد بوصف عمله بالسهراية وهو اللون الشعبي للمسرح في دلتا وصعيد مصر, الذي يتناوب فيه الراوي وعازف الربابة في الحكي وتمثيل الأحداث دون التفاصيل المتعارف عليها في المسرح الكلاسيكي. ولكن الشيء الذي لم نفهمه لماذا اختار المؤلف لبطل العرض اسم خليل الفحام بدلا من ابراهيم الحجار؟! علما بأن صورة الفنان الراحل تتصدر الكتاب المطبوع وهدف المؤلف هو التذكير بقيمة فنان كبير رحل عن عالمنا ولا أتصور أن أحدا من أسرته سيعترض علي ذكر الاسم لقد عاني إبراهيم الحجار الاضطهاد في حياته بسبب اسمه وأخبرني هو شخصيا رحمه الله بأن المسئول عن الموسيقي في الإذاعة قديما اشترط عليه أن يغير اسم الحجار ليغني وكان رده: لن أغير اسم أبي من أجل أي سبب ثم قال له ممازحا: إذا كان الحجار اسم لا يصلح لمطرب عاطفي, فهل يصلح اسم الأطرش؟ أم أن شهرة ونجاح فريد الأطرش أكبر من قدرتك علي التدخل.. كانت صراحة الأستاذ ابراهيم الحجار واعتداده بنفسه من الأسباب التي عطلته أمام موظف بيروقراطي بليد الحس في الإذاعة المصرية, فلماذا نظلمه بعد الموت بأن يكون العمل الذي يؤرخ لحياته باسم شخص آخر؟! خاصة أننا نعرف دوافع المؤلف الأستاذ سامي فريد في تكريم اسم ابراهيم الحجار وتقديمه كنموذج فني وأخلاقي يحتذي لشباب المبدعين.. وكنت أتوقع أن أجد في السهراية موقفه من بداية نجاح ابنه الأكبر علي.. عندما تم اختيار علي الحجار لتقديم عمل فني كبير في الغالب هو بردة الإمام البوصيري التي جسدها علي المسرح مجموعة من كبار الفنانين من بينهم عبدالوارث عسر وحمدي غيث وعبدالرحيم الزرقاني وكان الأستاذ ابراهيم الحجار ضمن الكورال فخجل علي.. أن يغني صولو ويقف أبوه وأستاذه من خلفه مرددا, لكن ابراهيم الحجار أصر علي أن يقبل علي الفرصة شارحا له أنها أسعد لحظات حياته عندما يجد ابنه وتلميذه يتصدر الغناء ويثبت نجاحه كأب ومعلم.. بلا شك يستحق كبار الفنانين في حياتنا أن نحتفي بهم وأن تخلد مسيرتهم بأعمال درامية حتي يتلقي جيل الشباب دروسا في الكفاح والفن والأخلاق..