تتربع ابنة زعيم الجبهة الوطنية الفرنسية ونائبته ماريان لوبن علي عرش الشخصيات السياسية التي تمتطي العنصرية منهجا وتحظي باستحسان شديد لدي أصحاب الفكر المتطرف الرافضين للآخر المختلف دينيا وعرقيا. وان كان أنصارها قلة بالمقارنة لأصحاب الاعتدال الفكري والمذهبي بفرنسا الا أنها وحزبها يدقون ناقوس الخطر بالمجتمع بما يبثونه من سموم الفتنة والكراهية في نسيجه المعروف عنه اختلاف الأجناس والأعراق ماريان لوبن شخصية برزت في ظل والدها الزعيم المتطرف جون ماري لوبن الذي اعتمد سياسة التمييز والهجوم علي المهاجرين كمبدأ محوري وهي ذاتها التي كادت ان تصل به لرئاسة الاليزيه بعد ان خرج من الجولة الأولي للانتخابات الرئاسية لعام2002 امام جاك شيراك متساويا في نسبة الأصوات. ولما حان الأوان لكي يترك لوبن البالغ من العمر82 عاما رئاسة حزب الجبهة الوطنية في يناير المقبل لم تجد وريثته الا نفس المنهج لكي تحظي بمقاليد رئاسة الحزب خلفا لوالدها وبالرغم من انها الاوفر حظا لخلافته الا انها وجدت من امتطاءسياسة الهجوم علي الإسلام والمسلمين خير وسيلة لاستقطاب الناخبين ودحض منافسيها بالحزب فراحت تعزف علي وتر امن البلاد واستقرارها وما يتسبب فيه المسلمون بفرنسا من إثارة القلاقل وإزعاج المواطنين الأصليين بالمجتمع حسب عائلة لوبن السياسية . فمنذ ايام قليلة ماضية اثارت وريثة زعيم الجبهة الوطنية أزمة شديدة بهجومها علي الإسلام وتبنيها حملة تحت عنوان لا لأسلمة فرنساسبقتها بتصريحات شبهت فيها صلوات المسلمين بالشوارع في يوم الجمعة بالاحتلال النازي لفرنسا لتثير بذلك جدلا واسع النطاق واستياء شديدا ليس فقط من الجاليات المسلمة انما ايضا من الطبقات السياسية بمختلف أطيافها فمن ناحيته حزب الاتحاد من اجل حركة شعبيةالحاكم اعتبر ان تصريحات ماريان لوبن تستفز مشاعر الفرنسيين المسلمين فيما اعتبر الحزب الاشتراكي انها إهانة حقيقية للمهاجرين العرب والأفارقة المسلمين الذين حاربوا جانبا الي جنب فرنسا وضحوا بأرواحهم فداء لها. وفي اخر استطلاع للرأي نشرته صحيفة فرانس سوارالفرنسيون قالوا كلمتهم الاخيرة واكدوا علي ان واحدا من اصل اثنين من حزب اليمين الحاكم يقر التشبيه الذي اقامته ماريان لوبن ومفاده ان صلاة المسلمين في الشارع مثل الاحتلال الالماني لفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية.في حين اوضح الاستطلاع الذي اعده معهد ايفوبان اغلبية الفرنسيين(61%) رفضوا ما قالته لوبن حول مسلمي فرنسا الذين يصلون في الشارع بسبب النقص في المساجد.واقر(39%)فقط ما قالته لوبن ليؤكد ذلك علي ان ماريان ستظل من أسوء الشخصيات السياسية التي لا يمكن لها ان تحظي بأصوات الأغلبية في فرنسا.