حوار أميرة أنور عبد ربه عمرو عرفة واحد من المخرجين المتميزين الذين يهتمون بقيمة العمل الفني لذلك تجده يدقق في اختياراته حتي يقدم عملا ينال اعجاب الجمهور مثل افريكانو والسفارة في العمارة وجعلتني مجرما. و هذا العام اخرج اثنين من اهم الافلام التي عرضت و هما زهايمر وابن القنصل وحققا نجاحا علي المستوي الفني والايرادات. فماذا يقول عنهما؟ هل تري عرض فيلمين لك زهايمر وابن القنصل في وقت واحد في صالحك ام انك لم ترغب في ذلك؟ بالتأكيد لم أرغب في عرض الفيلمين لي في وقت واحد فأنا بدأت تصوير ابن القنصل أولا وكان من المقرر عرضه في موسم الصيف ولكن نظرا لعرض فيلم الديلر لم يعرض الفيلم وعندما انتهيت من ابن القنصل جاءني فيلم زهايمر وهو بالمناسبة كان السيناريو الخاص به جاهزا بعد فيلم السفارة في العمارة ولكن تأجل بعد تصويره أكثر من مرة الي ان فوجئت بالفنان عادل امام يتصل بي أثناء تصوير ابن القنصل ويقول لي فنلبدأ تصوير زهايمر. فأنا كنت أتمني ان يعرض كل منهما علي حدة حتي يتسني لكل الجمهور مشاهدته. ولكن الفيلمين حققا أعلي الايرادات واشاد به الكثير من النقاد والجمهور؟ الحمد لله فهذا توفيق من عند الله أولا وأنا سعيد جدا بتلك الاشادة وباعجاب الجمهور الذي ألمسه اثناء تعاملي معهم في الشارع او في أي مكان أذهب اليه ويضيف عمرو بصرف النظر عن تحقيق أعلي الايرادات فان ما يهمني في المقام الأول هو ان يعجب الفيلم الجمهور وهذا ما تحقق. بعد عدم تحقيق فيلم بوبوس لعادل امام نجاحا في الموسم الماضي كان الجميع ينتظر تلك التجربة الثانية له فهل شعرت بالقلق حيال ذلك؟ إطلاقا الذي كان يقلقني هو نوعية الفيلم نفسها خاصة ان أحداث الفيلم خلال الجزء الأول كانت قاتمة جدا واعتقدت ان الجمهور لن يضحك عليها وانه سيفاجأ بذلك ولكن حدث العكس خاصة ان الفيلم سوف يعرض في العيد وجمهوره من الأطفال والشباب سيخاطب نوعية معينة هي التي تذهب خلال موسم العيد وليس موسم الصيف مثلا فذلك هو ما كان يشعرني بالخوف. البعض قال ان عمرو عرفه في هذا الموسم ينافس نفسه فما تعليقك؟ يضحك ويقول والله أنا داءما اردد التي كان يقولها احمد حلمي في فيلم جعلتني مجرما الذي قدمته معه وهي كل نفسك احسن ما غيرك يأكل منك بمعني نافس نفسك وعلي فكرة هذا مبدأ عند كل صناع المؤسسات والادارة. ويضيف عمرو لقد قال البعض ان عمرو تعمد ان يصور الفيلمين معا وهذا غير منطقي, فالأمر جاء صدفة كما قلت لك. والدليل علي ذلك فأنا طوال السنوات التسع لم أقدم سوي5 افلام فلماذا اسعي لتقديم عملين في وقت واحد! فأنا أقدم فيلما كل عامين! ولماذا كل هذا الترتيب في تقديم الخطوة التالية؟ تجهيز السيناريو يستغرق وقتا طويلا خاصة أني أريد تقديم سيناريو جيد يعجب الجمهور وهذا الأمر صعب جدا حاليا أن تجدي السيناريو الجيد. لذلك تجدين خطواتي بطيئة بعض الشيء. اثار المشهد الذي يجمع بين النجمين عادل امام وسعيد صالح اعجاب الجمهور والنقاد فكيف وجدته كمخرج علي الورق قبل تصويره؟ هذا المشهد هو المشهد الوحيد الذي شعرت اثناء قراءة السيناريو بانه سيعجب الجمهور خاصة ان المؤلف نادر صلاح كتبه بشكل جيد بالاضافة ان الموروث لدي الناس يجعلك تتوقعين بان الجمهور سيصدق ويلمس تلك المشاعر التي يتضمنها ذلك المشهد في ابن القنصل كيف استطعت ان تجمع بين تلك التوليفة السقا وخالد صالح وغادة عادل في أدوار واطار مختلف عن ادوارهم السابقة؟ ابن القنصل من الأفلام القليلة التي كتبها ايمن بهجت قمر وجعل الترشيح للادوار بعد الانتهاء من كتاب السيناريو فهو لم يتم تفصيل الأحداث والادوار علي فنان او فنانة بعينها! وانا بطبيعتي كمخرج أحب أن اضع الممثل في المكان غير المتوقع لهما والحمد لله ان السقا وغادة وخالد قدموا ادوارهم بشكل رائع ومختلف. زهايمر وابن القنصل كلاهما اعتمدا في احداثهما علي عنصر المفاجأة وكشف احداث غير متوقعة هل اصبحت تلك النوعية هي التي تحب الجمهور؟ خاصة ان ايمن بهجت قمر قدمها في آسف علي الازعاج? مسألة أن الجمهور يتقبل ذلك أولا فهذا الأمر لايستطيع ان تحدديه ولكن عنصر المفاجأة مختلف في الفيلمين ففي فيلم زهايمر يبدأ الفيلم بعد اكتشافه بانه ليس مريضا وتتوالي الأحداث. ولكن في فيلم ابن قنصل فهو قائم علي ذلك من أول الأحداث حتي نهاية الفيلم وبالنسبة لي فأنا لن أكرر ذلك مرة اخري لأن هذا الأمر فيه مخاطرة كبيرة لأنك كمخرج تضطر ان تأخذ الجمهور والمشاهد بي الي مجرد أحداث بعيدة عن ذلك حتي يتم كشف الأحداث في النهاية وهذا يستغرق مجهودا كبيرا ومجازفة لن أكررها مرة اخري. فأنا لا أحب تكرار أي شكل قدمته من قبل.