أداء الحكومة العراقية اليمين الدستورية أمام البرلمان يوم الثلاثاء الماضي رغم عدم اكتمال تشكيلها يمثل خطوة إيجابية للغاية في مسيرة هذا البلد العربي الشقيق لتحقيق الاستقرار والتركيز علي تحسين معيشة أبنائه بعد سنوات طويلة من المعاناة والصراعات. وإذا كان تشكيل الحكومة قد استغرق أكثر من9 أشهر أي منذ إجراء الانتخابات البرلمانية في مارس الماضي فإن الأمل يحدو العرب جميعا أن تبدأ هذه الحكومة وبأسرع وقت في التعامل بجدية وعقلانية مع مشكلات البلاد, وأن تعيد الثقة إلي العراقيين في الداخل حتي تنتقل هذه الثقة إلي المهاجرين في الخارج ليفكروا في العودة مرة أخري لكي يستفيد العراق من خبراتهم وعلمهم وجهودهم. لقد ظلت محاولات إعادة بناء الدولة العراقية تتعرض لضربات موجعة سواء بسبب العنف الدموي أو الخلاف الحاد بين السياسيين العراقيين أو التدخلات الخارجية.. وبإمكان هذه الحكومة, التي تسمي حكومة الشراكة الوطنية, أن تسرع في تنفيذ ما عجزت عنه الحكومة السابقة وترسي دعائم دولة القانون والمؤسسات, وأن تعمل علي إظهار الوجه العربي للعراق, خاصة أنه من المفترض أن يستضيف القمة العربية المقبلة. إن إبداء الحكومة الجديدة بوادر مودة ورغبة في تعزيز العلاقات مع الدول العربية سيكون عاملا مهما في مساعدة العراق علي ضمان الحصول علي دعم أشقائه العرب في مواجهة تحدياته العديدة والتي كادت في وقت سابق تعصف به. ومن المهم أيضا أن تدرك الحكومة أن التعامل مع العراقيين دون تمييز طائفي أو عرقي سيساعدها في الداخل وكذلك في الخارج, خاصة علي المستوي العربي الذي كان يشعر في بعض الأوقات بأن هذا المبدأ غير مطبق في العراق. إن أمام العراق فرصة ذهبية للعودة إلي ممارسة دوره الطبيعي كدولة عربية مهمة, وقوة يمكن أن تساعد في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.