طالب علماء الدين الإسلامي والخبراء السياسيين بتوحيد الجهود العربية والإسلامية تجاه القضايا العربية وفي القلب منها قضية القدس. جاء ذلك في ختام أعمال المؤتمر العالمي الأول حول جهود المملكة العربية السعودية في خدمة القضايا الإسلامية الثلاثاء الماضي, الذي عقد بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة, وأشاد المؤتمر بجهود السعودية في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدان العربية والإسلامية من خلال الدعم المتواصل لميزانية ومسيرة وبرامج البنك الإسلامي للتنمية, وتشجيع المستثمرين السعوديين علي الاستثمار في الدول العربية والإسلامية, إضافة إلي اتفاقات التبادل التجاري بين المملكة والعديد من الدول العربية والإسلامية. وأثني المؤتمر علي ما قدمته المملكة من إسقاط ديونها المستحقة علي الدول الفقيرة والتي بلغت أكثر من22.5 مليار ريال سعودي, ومبادراتها في عقد مؤتمرات حوار الأديان والحضارات في الرياض ومدريد وسويسرا والجمعية العامة للأمم المتحدة, وأثرها البالغ في تأصيل الهوية الحضارية الإسلامية ودعم آليات التضامن العربي والإسلامي بإنشاء رابطة العالم الإسلامي وتأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي وإنشاء الندوة العالمية للشباب الإسلامي وإنشاء هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية واحتضان البنك الإسلامي للتنمية ومجمع الفقه الإسلامي والمجمع الفقهي الإسلامي بمكة ودعم مسيرة هذه الهيئات, وتوسعة وعمارة الحرمين الشريفين وتهيئة المشاعر المقدسة لخدمة الحجاج والمعتمرين وما يتصل بذلك من مشروعات كبيرة, وكذلك مبادرات المملكة الإغاثية والعاجلة لمنكوبي الحروب والنزاعات في كثير من الدول العربية والإسلامية والصديقة. وأعرب المؤتمر عن تقديره لجهود المملكة في دعم القضية الفلسطينية, وتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط, ومبادرة الملك عبد الله العربية التي تبنتها القمم العربية المتعاقبة, والمحافظة علي وحدة الدول الإسلامية, لافتا إلي جهود المملكة في الحفاظ علي الهويتين العربية والإسلامية من خلال إنشاء وتشغيل ودعم معاهد اللغة العربية لغير الناطقين بها من الطلاب والطالبات. وأثني المؤتمر علي جهود المملكة في نشر فكر الوسطية والاعتدال, وتقديم رؤي عملية في المعالجة الفكرية للإرهاب, وأيد المؤتمر جهود المملكة العربية السعودية في إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب. وأشاد المؤتمر بالجهود الإعلامية لوسائل الإعلام السعودية في نصرة النبي محمد صلي الله عليه وسلم ونشر الدعوة الإسلامية وتصحيح صورة الإسلام والمسلمين . من جانبه أشاد أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية بالدور السعودي في إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتعزيز الركائز السياسية والاقتصادية والأمنية والإنسانية وتحقيق امن دول مجلس التعاون كافة وأكد أن الحديث عن الأمن لا يمكن أن يستوفي دون الحديث عن ظاهرة الإرهاب التي عانت منها جميع الدول حيث كان لزعماء دول المجلس دور كبير في مكافحة هذه الظاهرة الغريبة علي مجتمعنا وديننا.من جهته قال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي أن أكبر انطلاقة للتضامن الإسلامي في التاريخ المعاصر كانت في عهد الملك فيصل, واهتم العالم الإسلامي كله بجهوده التي لاقت تجاوبا واسعا من قيادات العالم الإسلامي, علي الرغم مما كان يتعرض له من هجوم قام به بعض المنادين بالقومية العربية علي حساب الوحدة الإسلامية, وأشاد بدور خادم الحرمين الشريفين مؤكدا أن منظمة المؤتمر الإسلامي أتيح لها من إمكانات ووسائل وسياسات جديدة في عهده تناولت أهدافا ورؤي تشكل تحولا كبيرا في مسيرة المنظمة. من جهته أكد السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدور المتميز للمملكة العربية السعودية في خدمة القضايا العربية والإسلامية لافتا إلي أن ذلك ينطلق من المكانة البارزة لها علي الساحة الدولية. فضلا عني أن الله كرمها لتكون منبع الرسالة الإلهية ومنطلق إشعاع الدين الإسلامي.