ما قبل11 سبتمبر2001.. وما بعد11 سبتمبر.. هكذا كانت هجمات سبتمبر تاريخا فاصلا بين عصر وآخر, ومن هنا كانت الأحداث التي وقعت في الفترة من2001 إلي يومنا هذا. ونحن في ختام2010, علي الأقل, مرتبطة بما حدث في ذلك اليوم الذي هاجمت فيه طائرات انتحارية الأراضي والأجواء الأمريكية في أول سابقة من نوعها في التاريخ, وربما تكون هناك أمامنا أحداث عشر سنوات أخري مقبلة أيضا تقوم علي أساس أحداث يوم11 سبتمبر.2001 الحدث نفسه لم يكن عاديا, لا في توقيته, ولا في طبيعته, ولا في تفاصيله, ولا حتي في عواقبه.في الدقائق الأولي من الهجمات, ظن الأمريكيون أن الأمر لا يعدو أن يكون عملا إرهابيا, وفي الدقائق التالية, اعتقدوا بأن نهاية العالم قد حلت, وبعد مرور أقل من ساعة, تخيل العالم بأكمله أن الولاياتالمتحدةالأمريكية في طريقها إلي الانهيار, علي غرار ما يحدث في الأفلام الأمريكية, وخاصة بعد أن تم سحب الرئيس جورج دبليو بوش آنذاك وقتها من البيت الأبيض وإخفاؤه في مكان آمن!ولكن بعد انتهاء الهجمات علي مركزي التجارة العالميين في نيويورك وعلي مبني وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون, بدأ تاريخ آخر وعصر آخر تماما. عصر تبنت الولاياتالمتحدة خلاله فكرة الانتقام, فشنت حربين ضاريتين في أفغانستان والعراق, وتوغلت أجهزة مخابراتها في كل بقعة من بقاع الأرض للوصول إلي كافة الإرهابيين ومنظريهم وأشباحهم وكل من والاهم.عصر تجاهلت فيه واشنطن الشرعية الدولية وتخطتها في أكثر من مرة, بل وانتهكتها في جوانتانامو وأبو غريب وغيرهما.عصر رفع فيه الرئيس الجالس في البيت الأبيض شعار من ليس معنا فهو ضدنا, وشعار لماذا يكرهوننا, فتحول الشعاران بمرور الوقت, وبعد هجمات رد الفعل في لندنومدريد والدار البيضاء وغيرها, إلي عبارة أسامة بن لادن الشهيرة التي قال فيها إن من يقف مع أمريكا في حربها فسوف يدفع الثمن, وقد حدث ذلك بالفعل, وطارت رقاب حلفاء واشنطن الواحد تلو الآخر في مدريدولندن وكانبيرا.. وغيرها.العالم قبل سبتمبر2001 لم يكن طيبا, ولكنه لم يكن سيئا كذلك, علي الأقل كان طبيعيا في مشكلاته, بينما العالم بعد سبتمبر, شيء آخر, وفلسفات ومباديء قاتلة, وتطورات سريعة متلاحقة لم يعهدها العالم في عصر ما قبل التاريخ.. تاريخ11 سبتمبر.فماذا حدث بعد هذا اليوم؟!