كتب : خالد عز الدين لم يأت الفوز التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني علي نظيره الجزائري الشقيق بضربة حظ, أو سببا لقيام حكم المباراة البنيني كوفي كودجا بإعطاء3 بطاقات حمراء للاعبي الجزائر. وهم رفيق حليش ونذير بلحاج والحارس المشاغب فوزي الشاوشي, بل جاء الانتصار الكبير نتيجة أداء جيد داخل الملعب وتنظيم هجومي ودفاعي رائع طوال ال93 دقيقة هي زمن المباراة, حيث بدأنا اللقاء اكثر تركيزا وبهدف وتصميم واحد هو تحقيق الفوز والصعود الي نهائي البطولة, والاقتراب من تحقيق الكأس الغالية لثالث مرة علي التوالي بعد عامي2006 بالقاهرة و2008 بغانا ليكون أول منتخب افريقي يحقق هذا الهاتريك منذ انطلاق النهائيات عام1957 بالسودان والاقتراب من اللقب السابع وهو رقم قياسي ايضا لكتيبة حسن شحاتة. المباراة بشكل عام جاءت مثيرة خاصة من جانب الفراعنة الذين تلاعبوا ب ثعالب الصحراء وكان أهم ما يميز المنتخب الوطني انه لعب بهدوء وتركيز شديدين, ولم يتأثر بحالة التوتر التي صاحبت اغلب لاعبي المنتخب الجزائري الشقيق وصلت احيانا الي العنف وبدون كرة, كل تلك العوامل استثمرها جيدا المنتخب الوطي وعرف كيف يتعامل مع اللقاء وتلاعب وحقق رباعية تاريخية وضرب اكثر من عصفورين بحجر واحد خاصة ان هذا الانتصار العظيم هو الأول لنا في النهائيات ضد الجزائر منذ عام1980 لنتأهل بجدارة واستحقاق الي النهائي. ونعود الي الحكم البنيني كوفي كودجا(43 عاما) ويعمل مفتشا بحريا الذي ادار اللقاء بشجاعة بالغة, وكانت أغلب قراراته سليمة للغاية, ولم يتردد لحظة واحدة في اشهار البطاقة الحمراء ضد المدافع رفيق حليش الذي تعمد عرقلة عماد متعب داخل المنطقة وتعاطف بعدها بلحظة مع فوزي الشاوشي حارس الجزائر الذي حاول الاعتداء عليه عندما نطحه علي طريقة زيدان واكتفي فقط بإعطائه البطاقة الصفراء ولكنه لم يتردد في المرة الثانية عندما تعمد الشاوشي ضرب محمد ناجي جدو بدون كرة وكانت تلك الحالة هي البطاقة الحمراء الثالثة حيث قبلها في الشوط الثاني طرد بلحاج للخشونة ايضا مع احمد المحمدي خاصة ان المحمدي منذ بداية اللقاء أوقف خطورة بلحاج تماما في الجهة اليسري فلم يعرف بلحاج كيف يهاجم ومتي يدافع ولم يجد وسيلة سوي ضربه رغم ان زياني تعمد ايضا ضربه ولكن الحكم لم يشاهده. كوفي كودجا اثبت للجميع أنه من افضل حكام القارة السمراء بقراراته الصارمة في مثل تلك اللقاءات الحساسة, وهو بالفعل اصبح مثل كولينا الحكم الايطالي الشهير. حالات الطرد الثلاث سليمة وحتي وان لم تحدث لم يكن لها أي تأثير في مجريات المباراة, حيث تسيدنا اللقاء تماما منذ الدقيقة الاولي التي اطلق خلالها كودجا صافرته معلنا بدء المواجهة التاريخية, وبرغم حالات الطرد حاول المنتخب الجزائري ان يهاجم ويقلص الفارق ولكن الاندفاع الهجومي لثعالب الصحراء والتركيز الشديد لمنتخبنا جعلنا نحقق تلك الرباعية التاريخية وفزنا وتأهلنا واقتربنا من تحقيق حلم الملايين بالعودة بالكأس الافريقية من انجولا.