الركود الاقتصادي من أخطر المشكلات التي عاني منها الاقتصاد العالمي ونظرا لأحد البلاد الإسلامية عضو في المجتمع الدولي لم تفلت هي الأخري من الركود الاقتصادي. الدكتور لطفي عفيفي عبدربه الأستاذ بجامعة الأزهر يؤكد أن الزكاة فريضة شرعية ألزم بها الإسلام كل مسلم لديه نصاب الزكاة, وشروط وجوب الزكاة فليست الزكاة هي مجرد إحساس متروك لاختيار المسلم بل هي حق معلوم للمسلم في مال الغني فالمال الذي تجب فيه الزكاة يكون شركة بين الفقراء وبين أصحاب الأموال. وللزكاة في الإسلام آثارها الإقتصادية والاجتماعية, فمن آثارها الاقتصادية أن لها تأثيرا علي الاستثمار فمجرد تحصيل الزكاة من شأنه أن يدفع الناس إلي استثمار أموالهم وإلا أتت عليها الزكاة فتذهب بالأموال مادام لم يستثمر, ولهذا كان الرسول صلي الله عليه وسلم يقول من ولي يتيما له مال فليتجر له ولا يتركه حتي لا تأكله الصدقة.فإذا كان الرسول قد أوصي الأولياء باستثمار أموال اليتامي وتنميتها فمن باب أولي علي الإنسان أن ينمي ماله حتي يستطيع أن يدفع الزكاة من ربحه بدلا من أن يدفعها من المال نفسه إذا لم يستثمره وهذا بالقطع يؤدي إلي تحريك المال وبعده عن الركود الاقتصادي, فإذا لم يتحقق الاستثمار تصبح الزكاة عقوبة علي كنز المال وعدم استثماره نظرا لما يؤدي إليه هذا الاكتناز من ركود اقتصادي, كما أن توزيع الزكاة علي مستحقيها بدوره له آثار اقتصادية علي الاستثمار. ويوضح ذلك الدكتور لطفي عفيفي قائلا: إن مستحقي الزكاة سوف ينفقون منها في قضاء حاجاتهم الاستهلاكية سواء سلعا أو خدمات, وهذا من شأنه أن يدعم تيار الاستهلاك. ومن المعروف اقتصاديا أن زيادة الاستهلاك تؤدي إلي زيادة الاستثمار الذي مفاده عدم الركود الاقتصادي كما أن إنفاق حصيلة الزكاة يدعم الاستثمار من ناحية أخري فمن بين مصارف الزكاة سداد ديون الغارمين, أي المدنيين, ومعني ذلك أن بيت المال يضمن للدائن وفاء دينه, وفي هذا دعم للائتمان لأن المقترض سوف يطمئن إلي أنه إذا عجز عن سداد دينه فإن الدولة سوف تؤدي عنه دينه وبذلك يتجنب الإفلاس وبالتالي فلا يحجم عن الإقراض وبذلك تعمل الزكاة علي تيسير الائتمان وتشجيعه, الأمر الذي له الأثر الكبير علي تحقيق التنمية الاقتصادية. والزكاة كذلك تؤثر علي حركة العمل فمن المعلوم اقتصاديا إن عملية إعادة توزيع الدخل من شأنها أن تقلل من حدة التفاوت في الدخول, وهذا أمر له تأثيره الكبير علاج البطالة.كما أن الزكاة تقوم بعملية نقل وحدات من دخول الأغنياء إلي الفقراء, ولما كان الميل للإستهلاك يقل عند الاغنياء ويزيد عند الفقراء مما يترتب عليه زيادة الطلب في السلع الإستهلاكية فتروج تلك الصناعات, والسلع الانتاجية فيزيد الإنتاج وتزيد بذلك فرص عمل التي تؤدي إلي الرواج الاقتصادي.