وسط مخاوف من تجدد الحرب الأهلية في كوت ديفوار, اندلعت اشتباكات عنيفة أمس بين المتظاهرين من أنصار الحسن أوتارا- المرشح الفائز في انتخابات الرئاسة- الذين اجتاحوا شوارع العاصمة الإيفوارية ياموسوكرو وأبيدجان. للمطالبة بإقالة الرئيس الحالي لوران جباجبو المتمسك بالسلطة دون وجه حق. الأمر الذي أسفر عن مصرع شخص وسقوط عدد من المصابين. وتأتي هذه المظاهرات استجابة للدعوة التي أطلقها أوتارا للسيطرة علي مبني الإذاعة والتليفزيون وغيره من المباني الحكومية التي يسيطر عليها أنصار جباجبو في أبيدجان. وقد لجأت قوات الأمن لإطلاق النار والغازات المسيلة للدموع لتفريق جموع المتظاهرين, وذلك في الوقت الذي اشتبك فيه أنصار أوتارا مع قوات الأمن وقذفوهم بالحجارة, بينما دفعت المخاوف من تجدد الحرب الأهلية الآلاف من الإيفواريين للفرار إلي دولة ليبيريا المجاورة. وشلت المواجهات العنيفة كل أشكال الحياة في أبيدجان, حيث أغلقت المحال والشركات أبوابها وهجر المواطنون الشوارع التي احتلها الجنود من الجيش والشرطة. يأتي ذلك في الوقت الذي كثفت فيه قوات الجيش والشرطة الموالية لجباجبو من إجراءاتها الأمنية حول مقر التليفزيون الإيفواري بأبيدجان, وأغلقت العربات المدرعة الطرق المؤدية للمبني, بينما انتشر حوله الجنود المدججون بالسلاح, تحسبا لأي محاولة من قبل أنصار أوتارا للسيطرة عليه. وفي الوقت نفسه, اتهمت القوات التابعة للوران جباجبو رئيس كوت ديفوار المنتهية ولايته مبعوث الأممالمتحدة في بلاده بدعم مسيرات الاحتجاج في أبيدجان وهددت بتحميله المسئولية في حال انفجار أعمال العنف من جديد في البلاد.ومن ناحيته, أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه الشديد بشأن الجمود السياسي في كوت ديفوار, محذرا من أن ذلك قد يؤدي إلي وقوع أعمال عنف وتجدد الحرب الأهلية في البلاد. وحث بان كي مون- في بيان صدر عن مكتبه- جميع الأطراف الإيفوارية ومؤيديها إلي التحلي بالصبر والامتناع عن أية أعمال قد تؤدي بشكل عرضي أو متعمد إلي إثارة العنف. وشدد علي أن مثل تلك الأفعال قد تؤدي, في البيئة السياسية الراهنة, إلي عواقب غير متوقعة قد يكون منها إشعال الحرب الأهلية. كما أشار الي أن من يقف وراء التحريض علي العنف أو يقوم بارتكابه,أو من يستخدم وسائل الإعلام لهذا الغرض, سوف تتم محاسبته علي هذه الأفعال. وفي محاولة لحقن الدماء, تعهد لويس مورينو- أوكامبو المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية بمقاضاة كل الأطراف المسئولة عن إراقة الدماء في هذه الدولة الإفريقية, في حالة اشتعال أعمال العنف وربما الحرب بسب الانتخابات الرئاسية, وذلك في إشارة إلي أوتارا وجباجبو الذي يؤكد كل منهما أحقيته بمقعد الرئاسة. وفي باريس, دعت الحكومة الفرنسية الأطراف المتناحرة في كوت ديفوار إلي السيطرة علي النفس, حيث أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل إليوت ماري أن جباجبو لابدأن يعترف بنتائج الانتخابات, والتي اختارت وبوضوح الحسن أوتارا لرئاسة البلاد.