الرواية العربية.. إلي أين؟ سؤال جدلي ملح اختاره ملتقي القاهرة الدولي الخامس للإبداع الروائي العربي هذا العام . وذلك ليكون شعارا له علي مدي أربعة أيام متواصلة تختتم اليوم الأربعاء ناقش فيها نخبة من الأدباء والنقاد والمثقفين المصرينن والعرب عدة قضايا ذات صلة في محاولة منهم لاستشراف مستقبل الرواية العربية كفن مهيمن علي الساحة الأدبية, ولقد التقت الصفحة مع نخبة من الحضور في محاولة للتعرف علي رؤيتهم لمستقبل الرواية العربية وإلي أين تسير. في البداية يقول الأديب يوسف القعيد لست متفائلا بالنسبة لمستقبل الرواية ولست متشائما أيضا لكن أرصد الرواية الإلكترونية وتحولها لدراما تليفزيونية وسينمائية وتراجع إقبال القراءة عليها لذا نحتاج لمزيد من الدراسات التي تفتش عن القاريء وتعرف من يقرأ الروايات في مصر الآن ومن يتفاعل معها ومن يقبل عليها وهل هي مؤثرة في التغيير الاجتماعي أم لا لأن المقاييس التجارية مثل أكثر الكتب مبيعا وغيرها لم تعد مجدية. ويري الناقد د. شريف الجيار أن الرواية ستتجه اتجاهات جديدة نحو مزيد من التجريب علي مستوي الشكل و المضمون لافتا إلي بروز تقنيات جديدة في الرواية الحديثة مثل استخدام اللغة العامية وتعدد الأصوات واقتراب مستوي اللغة من الحياة اليومية وبروز قالب السير الذاتية الذي يعتمد علي الذاكرة والفلاش باك. وتؤكد الكاتبة الجزائرية ندي مهري أن مستقبل الرواية مفتوح للعديد من الاحتمالات وأننا في زمن مهدد بزوال الطريقة النمطية للرواية وظهور نموذج جديد من الرواية الإلكترونية وربما بعد50 عاما ستتحول كل الروايات إلي شكل إلكتروني ليبقي الورقي منها في المتاحف! كما أن الجيل الجديد من الروائيين الآن يبتعد عن الأطر التقليدية ويتجه نحو مزيد من التجريب والتحرر من التابوهات. بينما تري الروائية الأردنية الفلسطينية الأصل ليلي الأطرش أن مستقبل الرواية مرهون بقدرتها علي التعبير عن التطورات الحياتية الجديدة مثل التطور التكنولوجي وليس معني ذلك زوال الرواية الورقية بل إن التحدي الأهم في رأيها هو العزوف عن القراءة والذي يرجع لعوامل متنوعة منها انتشارالأمية وأساليب التنشئة الاجتماعية التي لا تشجع وتغرس عادة القراءة. ويشير الناقد البحريني د. علوي الهاشمي إلي أن الرواية تقف علي مفترق طرق كثيرة ومن أبرز التحديات التي تواجهها هو مدي قدرتها علي التعايش مع التفكك الذي يميز الواقع العربي اليوم علي مستوي السلطة المعرفية والسياسية والاجتماعية وهل ستستطيع النجاة من فك التقليدية أم ستتجه إلي الإغتراب في الأشكال الفنية الغربية وفي واقع آخر غير واقعها. ويؤمن الروائي السوري خيري الذهبي بأن الرواية ستكون المفتاح الأساسي للأدب العربي مشيرا إلي تراجع الشعر ورافضا وصفه بأنه ديوان العرب حيث يري أنه كان ديوان الشريحة الحاكمة فقط أما المحكومين فلم يكونوا يعرفون اللغة العربية وكانوا يقبلون أكثر علي الحكايات لذا مع انتشار التعليم ستكون الرواية هي المفتاح الحقيقي لسيرة الإنسان العربي. ويعتقد الروائي السوداني المرشح للبوكر أمير تاج السر أن الرواية تسير في اتجاهها الصحيح مشيرا إلي معظم كتابات الأجيال الجديدة التي تسعي إلي تجريب تقنيات وأشكال مختلفة ومحذرا من وجود هوس بالكتابة قد ينجم عنه العديد من الأعمال التي لاتمت للرواية بصلة مما سيخلق نزيفا من النشر يدفع القاريء للفرار. وينوه الروائي العراقي صادق الطائي بأن الرواية ستواجه العديد من التحديات خاصة في تعايشها مع التطور التكنولوجي وبروز ظاهرة المواطن الإعلامي بالإضافة لثراء المشهد السردي العربي بسبب بروز تقنيات جديدة مما سيضع أمامها تحد لتستكمل دورها في بلورة الهوية العربية. أما الناقدة العراقية د. بان الراوي تري أن الرواية تسير في تطور مستمر وأن المستقبل للرواية الرقمية لأنها البديل الأمثل إلا أن هذا لايعني في رأيها الاستغناء عن الرواية الورقية لأن الشكلين يمثلان وحدة متكاملة. ويشير الناقد التونسي د.محمود طرشونة أن الرواية في معظم العالم العربي تتجه إلي تقلص الإتجاه التقليدي مما سيفتح المجال للاتجاه التجريبي سواء كان تنميطيا أو مطلقا متوقعا أن يبرز مسار التجريب المطلق بحيث سيكون لكل كاتب تجريبه الخاص وهو ما سيصنع مستقبل الرواية العربية. ويذكر الناقد الأردني نبيل الحداد أن الرواية تسير إلي مزيد من الحضور و التجديد في الشكل والمضمون ومواكبة العصر بوصفها أقدر الفنون تعبيرا عن روح العصر والدليل علي ذلك بروز الرواية الإلكترونية والمرونة والتقنيات التي تتمتع بها سواءعلي مستوي الشكل أو المضمون. ويتفق معه الروائي السعودي يحي إمقاسم حيث يري أن الرواية ستستمر في حضورها الطاغي علي الساحة مشيرا لوجود أصوات حقيقية فاعلة تنتهج أعمال جديدة لها تجاربها الجادة المتجددة حتي مع انتقال الرواية للفضاء الإلكتروني الذي حقق لها مزيدا من الانتشار ومواكبة العصر. وعلي الرغم من كونه لا يملك جواب حاسم حول مستقبل الرواية إلا أن الروائي المغربي د.مبارك ربيع يري أنها ستميل للمزيد من الإنفتاح علي الفنون الأخري مع الاحتفاظ بخصوصيتها و طبيعتها الحكائية.