قبل ساعات من اقتراع بحجب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني في أعقاب انشقاق40 نائبا عن الائتلاف الحاكم في يوليو الماضي. حذر بيرلسكوني من أن الإطاحة به ستكون بمثابة جنون سياسي يشعل الأزمة الحالية في الأسواق المالية. واقترح رئيس الوزراء- أمام مجلس الشيوخ الايطالي - صفقة سياسية علي قوي المعارضة من يمين الوسط لدعم حكومته أمام اقتراع بحجب الثقة عنها, حيث عرض توسيع الائتلاف الحاكم ليضم المعارضة من حزب اتحاد الوسط وأعضاء من حركة المستقبل والحرية لايطاليابزعامة حليفه السابق ورئيس مجلس النواب جيان فرانكو فيني الذي دعا إلي الاقتراع. وأضاف أنه سيكون من الحماقة خلق أزمة سياسية في الوضع الحالي, داعيا أعضاء البرلمان إلي تحمل المسئولية السياسية وتجديد الثقة في حكومته. وأعلن رفضه- في حال سقوط حكومته- قبول تشكيل حكومة تكنوقراطية وتفضيله في هذه الحالة الاحتكام إلي صناديق الاقتراع فورا. ومن جانبه, أكد رئيس مجلس النواب الايطالي بأن تمسك بيرلسكوني بالسلطة يرجع لأسباب شخصية تهم رئيس الحكومة وحده ومن ضمنها انتفاء الحصانة السياسية التي يتمتع بها الآن, مما سيدفعه إلي المثول أمام المحاكم لمواجهة جرائم الرشوة والفساد المتورط فيها ويتهرب منها منذ سنوات. وكان فيني قد صرح بأن حليفه السابق بيرلسكوني لن يحصل علي ثقة البرلمان, داعيا إياه إلي الاستقالة بسبب فقده لثقة الشعب الايطالي. وأوضح في مقابلة مع تليفزيون راي-3 الايطالي أنه لو فشل الاقتراع بحجب الثقة فإننا سنكون أمام حكومة تحاول النجاة وغير مستقرة وغير فعالة. ويواجه رئيس الوزراء الايطالي اقتراعا بالثقة في كل من مجلسي الشيوخ والنواب في البرلمان اليوم. ومن المتوقع أن يواجه بيرلسكوني معركة في مجلس النواب حيث الانقسام بين النواب يمكن أن يفقده الأغلبية. واقتراع اليوم لن يكون حاسما حتي اللحظات الأخيرة بالنسبة لمصير بيرلسكوني الذي يحاول إقناع النواب الذين لم يقرروا بعد موقفهم, وسط اتهامات له بمحاولة شراء أصواتهم. وكان رئيس الوزراء الإيطالي قد أعلن أن اليسار يسانده ممن سماهم بالخونة من اليمين الذي يشكل جوهر القطب الحزبي الجديد ويريدون التخلص منه لأنه يمثل لهم عقبة لا يمكن التغلب عليها من أجل الاستيلاء علي السلطة. وأضاف بيرلسكوني في رسالة نشرها اليوم موقع شباب حزب شعب الحرية الحاكم أنهم يريدون التخلص مني بأي ثمن لافتا إلي أن إيطاليا في حاجة لكل شئ ماعدا أزمة حكومية وأزمة استقرار مالي. وأضاف نحن ننوي إكمال الدورة التشريعية محافظين علي حساباتنا كما فعلنا حتي الآن, حاصلين علي تصفيق الجميع والمؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي دون وضع أيدينا في جيوب الإيطاليين أي دون ضرائب إضافية. من جهة أخري, قامت المعارضة اليسارية بقيادة الحزب الديمقراطي بالتظاهر أمس الأول في روما ضد رئيس الوزراء تجاوز عدد المشاركين بها المليون متظاهر يتقدمهم رئيس الحزب الديمقراطي بيرلويجي بيرساني, وعمدة روما السابق والمنافس السياسي لبيرلسكوني في انتخابات2008 فالتر فلتروني, و رئيس الوزراء الأسبق ماسيمو داليما والكثير من رموز المعارضة الإيطالية.