قد يكون من قبيل المصادفة أن يتزامن انعقاد القمة ال31 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي في العاصمة الاماراتيةأبوظبي مع انعقاد مؤتمر نظمته مؤسسة الشرق الادني. والخليج للتحليل العسكري في العاصمة نفسها حول الدفاع الجوي والصاروخي في الشرق الاوسط.وقبل يومين من انعقاد القمة تصاعد الحديث الاماراتي الرسمي من جانب الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية خلال مشاركته في حوار المنامة بالبحرين حول الدور الخليجي في التعامل مع الملف الايراني مع الاشارة الي المخاطر التي تحيط بمنطقة الخليج جراء تطورات هذا الملف. والمؤكد ان هذه المصادفات تقودنا الي ان قمة أبوظبي جاءت في موعدها المناسب لتضع منهجا خليجيا اكثر فعالية للتعامل مع قضية أمن الخليج الذي اصبح علي المحك في ضوء تطورات متسارعة تتوالي في المحيط الحيوي لدول مجلس التعاون الخليجي. والمبادرة الاماراتية لقيادة دول مجلس التعاون للتعامل مع قضية امن الخليج تأتي مع بدء توليها رئاسة الدورة الحالية للقمة الخليجية مما يفرض عليها دورا اكبر في صياغة رؤية خليجية مشتركة سياسية ودفاعية تحظي بموافقة ودعم جميع دول المجلس رغم التباين غير المعلن في تعامل الدول الخليجية مع الملف النووي الايراني. وخلال مؤتمر الشرق الاوسط للدفاع الدفاع الجوي والصاروخي اشار اللواء الركن علي محمد صبيح الكعبي نائب أركان القوات المسلحة الاماراتية تزايد مخاطر الصواريخ الباليستية التي تجتاز المسافات الطويلة سواء علي اليابسة أو الماء وان المشكلة الاساسية تكمن في ان قدرات سلاح الدمار الشامل في تزايد متواصل. المخاطر الحقيقية ذكرها رياض قهوجي الرئيس التنفيذي لمؤسسة إينجما الذي شدد علي تهديد الصواريخ الباليستية وانتشارها لأمن دول الخليج العربي مما يتطلب درجات استعداد عالية للقوات المسلحة لدول مجلس التعاون الخليجي. الفريق أول جيمس ماتيس من القيادة المركزية الأمريكية طمأن دول المنطقة عندما اكد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستكون حريصة علي مواجهة اي خطر لصواريخ باليستسة او كروز وستوفر دفاعا صاروخيا متينا لحلفائها.. مؤكدا في الوقت ذاته أن سيناريوهات التهديدات اصبحت اخطر وان هناك رغبة ملحة لإيجاد تعاون اقليمي اوسع علي كافة المستويات. وتسعي الامارات لتحديث أنظمتها الدفاعية الصاروخية وربطها اقليميا ببقية الدول الخليجية العربية لدعم دفاعاتها.. كما تبني نظاما متطورا للدفاع الصاروخي وتدير مركزا للدفاع الجوي والصاروخي المدمج من شأنه أن يكون مثالا لغيرها من دول الخليج. سياسيا كان الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية الامارات واضحا في حديثه مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي حينما اكد أن المنطقة تمر بظروف سياسية حساسة ومعقدة وعلي دول الخليج العربي في ظل هذا الواقع أن تعمل من اجل تحصين نفسها ومحيطها الخليجي من خلال التشاور والتواصل والتنسيق. وأشار الي أن التطورات الإقليمية والدولية تتطلب من دول مجلس التعاون الخليجي وضوحا في الرؤي وصراحة في الرأي وتعاونا مشتركا من اجل الحفاظ علي استقرار المنظومة الخليجية وأمنها. دول مجلس التعاون الخليجي امامها تحديات كبيرة لانجاز ملفات اقتصادية عديدة من بينها الاتحاد النقدي الخليجي الذي يواجه صعوبات مع تجديد الامارات علي لسان محافظ البنك المركي الاماراتي سلطان بن ناصر السويدي تمسكها برفض الانضمام اليه الا ان التحدي الاكبر امام هذه الدول يتمثل في ملف امن الخليج.. والامارات يمكنها مع توليها رئاسة القمة الحالية تحقيق انجازات عديدة في التعامل مع هذا الملف برؤية خليجية مشتركة.