تحليل إخباري: محمد دنيا: ماذا يريد حزب الوفد من نوابه الجدد؟.. ولماذا يصر علي اتخاذ موقف ضدهم حتي وإن كان بتجميد العضوية وليس الفصل من الحزب, كما كان يهدد وقت زوبعة الانسحاب. من المؤكد ان الوفد في أزمة حقيقية ويعاني حالة تخبط داخلي, فهو كما يقال عين في الجنة وعين في النار. فربما اتخذت الهيئة العليا للحزب قرارها يوم الاربعاء الماضي بتجميد عضوية نواب البرلمان الستة حتي لايفقد الوفد مصداقيته في الشارع المصري, اذا ما تراجع عن موقفه السابق باتخاذ إجراءات ضد المخالفين لقرار الحزب بالانسحاب من الجولة الثانية لانتخابات مجلس الشعب, وتجميد العضوية وليس الفصل يؤكد أن الوفد لم يوصد الباب في وجه نوابه الجدد لربما يصل الي حل يرضي كل الأطراف في الايام المقبلة وحتي لايكون الحزب بدون هيئة برلمانية. ومن المؤكد أن قرار الانسحاب هو خطأ من الأساس, ورفض الحزب نتائج الجولة الاولي بحصوله علي مقعدين في البرلمان جاء نتيجة ظنه أن اللعبة قد انتهت, لكنها لم تنته وحصل الحزب علي اربعة مقاعد اخري في الجولة الثانية, وهو ما وضعه بين نارين إما تنفيذ تهديداته ضد النواب او الإبقاء عليهم, خاصة ان هذا العدد هو تمثيل لا بأس به مقارنة بالدورة البرلمانية الماضية التي لم يحصل فيها سوي علي مقعدين, وهذا هو كلام الواقع بعيدا عن الامنيات والاحلام.. فهناك فرق كبير بين الحلم وامكانية تحقيقه. هكذا قامت الدنيا ولم تقعد داخل حزب الوفد برغم حصوله علي ستة مقاعد تحت القبة.. فما بالنا بالجماعة المحظورة التي لم تحصل سوي علي مقعد واحد في الانتخابات بمرحلتيها بعد أن كان لها88 مقعدا في عام2005, وبكل أسف أن المقعد الوحيد هو للرجل الذي انشق عن الجماعة وقال في وجهها لا.. ضاربا بمبدأ السمع والطاعة عرض الحائط, وأصر علي خوض جولة الإعادة متحديا قرار الجماعة بالانسحاب من الانتخابات رغم واقعة اختطافه التي تدخل موسوعة الغباء السياسي, لانها بلاشك ساهمت كثيرا في نجاح رجل الجماعة المخطوف علي يديها. نتائج الانتخابات اثبتت أن عصر المحظورة انتهي, فلم يعد لها وجود في البرلمان ولا حتي الشارع المصري, فالمصريون اعطوا الفرصة للاخوان في2005 ربما من باب التغيير تحت تأثير الشعارات الانتخابية وخلط الدين بالسياسة كعادة المحظورة, إنما اليوم انكشف نواب الاخوان ووضح جليا أنهم يمثلون الجماعة تحت القبة وليس أبناء دوائرهم الذين انقلبوا علي الاخوان في هذه الدورة, وأطاحوا بهم خارج البرلمان بل وخارج دائرة العمل السياسي, واصبح دخول الجماعة مجلس الشعب مجرد ماض لايريد أحد استرجاعه. [email protected]