أصدرت الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة طبعة جديدة من تفسير الإمام النسفي وذلك في سلسلة الذخائر التي تصدرها الهيئة وتنشر من خلالها الكتب القديمة التي يذخر بها التراث العربي. والتفسير الذي يسمي القرآن الجليل.. المسمي بمدارك التنزيل وحقائق التأويل هو تفسير مختصر مفيد, اختصره النسفي من تفسير البيضاوي, ومن الكشاف للزمخشري, فجاء, كما قال المؤلف: كتابا وسطا في التأويلات, جامعا لوجوه الإعراب والقراءات, متضمنا لدقائق علمي البديع والإشارات حاليا بأقاويل أهل السنة والجماعة, خاليا عن أباطيل أهل البدع والضلالة, ليس بالطويل الممل, ولا بالقصير المخل. ولا يخوض النسفي في المسائل النحوية إلا بلطف, ويلتزم بالقراءات السبع المتواترة مع نسبة كل قراءة إلي قارئها, ويعرض للمذاهب الفقهية باختصار عند تفسير آيات الأحكام, ويوجه الأقوال بدون توسع, وينتصر لمذهبه الحنفي في كثير من الأحيان, ويرد علي من خالفه, ويندر فيه ذكر الإسرائيليات, يتعقبها ثم يرفضها. ويقول المؤلف في مقدمته لهذا التفسير: قد سألني من تتعين إجابته كتابا وسطا في التأويلات, جامعا لوجوه الإعراب والقراءات, متضمنا لدقائق علمي البديع والإشارات, حافلا بأقاويل أهل السنة والجماعة, ليس بالطويل الممل ولا بالقصير المخل, وكنت أقدم فيه رجلا وأقدم أخري استقصارا لقوة البشر عن درك هذا الوطر, وأخذا لسبيل الحذر عن ركوب متن الخطر, حتي شرعت بتوفيق الله, والعوائق كثيرة, وأتممته في مدة يسيرة, وسميته بمدارك التنزيل وحقائق التأويل, وهو الميسر لكل عسير, وهو علي ما يشاء قدير وبالإجابة جديرس. بالبرهان النسفي, فقيه وعالم, ولد عام600 ه/1203م, ودرس علي علماءعصره, وفاق أقرانه, وله تصانيف عديدة ومشهورة في علم الكلام, والخلاف, ولخص تفسير القرآن للإمام الرازي, وأعطي الإجازة للحافظ أبي محمد القاسم البرزالي عام684 ه/1284م, وتخرج علي يديه علماء كثيرون, توفي في28 ذو الحجة عام687 ه/1288م.