بعد ساعات من اعتقال أسانج في بريطانيا تخلت كانبيرا عن تأييدها المعتاد للولايات المتحدة, فقد حملت الحكومة الأسترالية واشنطن مسئولية التسريبات الأخيرة. مؤكدة أن أمريكا وليس جوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس الالكتروني وراء الكشف عن250 ألف برقية دبلوماسية سرية. وقالت إن من سربوا الوثائق أصلا هم المسئولون من الناحية القانونية. وقال وزير الخارجية الاسترالي كيفين رود إن التسريبات أثارت تساؤلات حول كفاءة إجراءات الامن الامريكية لحماية البرقيات.وأضاف في مقابلة مع رويترز: السيد اسانج ليس هو المسئول بنفسه عن نشر250 ألف وثيقة بدون إذن من شبكة الاتصالات الدبلوماسية الامريكية. وتابعالامريكيون هم المسئولون عن ذلك وتعهد بتقديم بلاده الدعم القنصلي لاسانج فيما يتعلق بمحاكمته الحالية في بريطانيا واحتمال ترحيله إلي السويد. بينما تراجعت استراليا عن وصفها لنشر البرقيات الأمريكية السرية بأنه جريمة. يأتي ذلك في الوقت الذي دعا فيه دانيال أسانج نجل مؤسس ويكيليكس إلي معاملة عادلة وليست سياسية لوالده, معربا عن أمله في ألا يكون اعتقاله تمهيدا لتسليمه إلي الولاياتالمتحدة. ومن ناحيته, دافع أسانج عن نفسه وعن موقعه من خلال مقال نشره علي موقع صحيفة ذا أستراليان الاسترالية تحت عنوان لا تطلقوا النار علي الرسول لكشفه حقائق مزعجة. وعلي صعيد الأسرار التي تواصل ويكيليكس كشفها, أكدت صحيفة الجارديان البريطانية أن إحدي الوثائق السرية كشفت عن دعوة عربية قبل عامين لتشكيل قوة عسكرية بدعم من قوات جوية وبحرية أمريكية وحلف شمال الأطلنطي للتدخل في لبنان والقضاء علي حزب الله. وأشارت الصحيفة إلي أن اغتيال القيادي العسكري في حزب الله عماد مغنية في2008 في دمشق أدي إلي تبادل التهم داخل المخابرات السورية وإلي التوتر بين إيران وحزب الله ودمشق. وكشفت الوثائق عن أن دمشق رفضت طلبا إيرانيا لدعمها في أي حرب محتملة مع إسرائيل. ومن ناحية أخري, أكدت السفارة الامريكية في دمشق- في برقية نشرها موقع ويكيليكس- أن حزب الله له منشآت عسكرية في سوريا قد تتعرض لهجوم اسرائيلي اذا اندلعت حرب اخري بين اسرائيل والجماعة الشيعية اللبنانية. وقالت البرقية ان الدعم السوري المتزايد لحزب الله بما في ذلك تزويده بصواريخ طويلة المدي وصواريخ موجهة يمكن أن يغير الميزان العسكري وينتج تسلسلا للأحداث أكثر تدميرا بدرجة كبيرة عن حرب2006 بين حزب الله واسرائيل. بينما انتقدت الولاياتالمتحدة علانية سوريا لتزويدها حزب الله بما وصفته بأنه أسلحة متقدمة فإن البرقية أظهرت ان واشنطن تعتقد ان حزب الله الذي تدعمه ايران أيضا له وجود عسكري في سوريا. وقالت البرقية التي كتبها القائم بالاعمال تشارلز هانتر في نوفمبر2009 اذا سقطت صواريخ علي مدنيين اسرائيليين في تل ابيب فإن اسرائيل سيكون لديها حوافز قوية مثلما فعلت في عام2006 لابقاء سوريا خارج الصراع. في الوقت نفسه, ذكرت برقيات دبلوماسية امريكية مسربة ان الحرب علي القاعدة تأثرت في2009 عندما حولت الحكومة اليمنية موارد خاصة بمكافحة الإرهاب قدمها الغرب الي حربها ضد المتمردين الشيعة. وجاء في برقية ترجع الي ديسمبر2009 نشرها موقع ويكيليكس ان الحكومة اليمنية نشرت وحدة لمكافحة الارهاب مولتها ودربتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا ضد المتمردين الحوثيين الذين يقاتلون الحكومة في محافظة صعدة في الشمال علي نحو متقطع منذ2004. وعلي صعيد عملية السلام في الشرق الأوسط, حذر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك من أن كارثة ويكيليكس شتت جهود الولاياتالمتحدة وحالت دون مواصلة تركيزها علي استئناف محادثات السلام في الشرق الأوسط. وذلك في الوقت الذي كشفت فيه البرقيات عن رفض سوريا قبل نحو العام طلبا إيرانيا لدعم طهران في حرب إيرانية- إسرائيلية محتملة. كما كشفت برقية أخري أن ليبيا هددت لندن العام الماضي بعواقب قصوي في حال توفي عبد الباسط المقرحي في السجن في بريطانيا حيث كان معتقلا لإدانته في واقعة لوكيربي. وشملت التهديدات وقف كل الأنشطة التجارية البريطانية في ليبيا وتنظيم تظاهرات ضد البعثات الدبلوماسية البريطانية, فضلا عن تهديدات مبطنة للرعايا البريطانيين. ومن باريس- كتب حازم فودة: كشفت صحيفة لوموند الفرنسية عن أن سياسة الانفتاح التي انتهجها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تجاه الرئيس السوري بشار الأسد تثير شكوك ومخاوف الجانب الأمريكي. وعلي الصعيد الألماني, حصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل علي بعض عبارات المجاملة من ساسة ألمان وذلك عقب وصفها بالسياسية قليلة الإبداع في الوثائق الأمريكية السرية التي كشف عنها موقع ويكيليكس. وقال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار جريجور جيسي في تصريحات صحفية أمس: عندما تبتسم( ميركل) بشكل تلقائي وليس متعمدا يعطي هذا انطباعا جيدا للغاية. وأضاف جيسي أن ميركل لديها قوة في إبقاء جميع الساسة داخل التحالف المسيحي الذي تنتمي إليه, تحت السيطرة ووصف هذا الأمر بالإنجاز المدهش. وفيما يتعلق بتداعيات تسريب البرقيات الأمريكية, أعلن الكولونيل ديف لابان المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية( البنتاجون) أن هناك مؤشرات تفيد بتراجع بعض الدول الأجنبية عن تعاملاتها مع الولاياتالمتحدة بعد قيام موقع ويكيليكس بتسريب المئات من الوثائق الدبلوماسية الامريكية ذات الطابع السري.
قراصنة الانترنت يثأرون لمؤسس موقع ويكيليكس بعملية انتقامية على الجانب الأخر هاجمت مجموعة من قراصنة الانترنت (هاكرز) عبر الانترنت الشركات التي قطعت علاقاتها مع موقع ويكيليكس الإلكتروني وذلك في انتقام واضح لاعتقال مؤسس الموقع جوليان اسانج. وأعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم " المجهول " مسؤوليتها عن إغلاق الموقع الإلكتروني لشركة ماستر كارد كجزء من " عملية انتقامية " ، وكانت شركة البطاقات الائتمانية قد أعلنت أول من أمس الاثنين انها لن تيسر التبرعات لموقع ويكيليكس الذي يعاني من ضغط سياسي لنشره برقيات دبلوماسية أمريكية سرية، وذلك حسبما جاء على الموقع الإلكتروني لإذاعة صوت أمريكا. كما استهدف الهاكرز بنك " بوستفينانس " السويسري الذي أغلق الحساب المصرفي الخاص بجوليان اسانج. وقال موقع صوت أمريكا إن المجموعة التي تزعم إنها تحارب الرقابة نظمت هجمات تتمثل في توقف المواقع عن العمل من خلال إغراق المواقع بسيل من طلبات البيانات . وفي سياق متصل ، قال وزير الخارجية الاسترالي كيفين رود إنه يلقي باللوم على الولاياتالمتحدةالأمريكية وليس على اسانج فيما يتعلق بنشر البرقيات السرية ، وقال رود إن الأشخاص الذين قاموا بتسريب الوثائق في الأساس هم المسئولون قانونيا عن نشر الوثائق عن طريق موقع ويكيليكس الإلكتروني. وأضاف ان التسريبات تشير إلى أن هناك مشاكل بالنسبة للأمن الأمريكي.