كتب:حمد عبادي في ظل الجدل الدائر حول بعض المطالب بمراقبة الإنتخابات التشريعية المصرية دوليا ورفض الحكومة المصرية هذه المطالبات باعتبارها تدخلا في سيادة مصر وشئونها الداخلية. تزايدت الحاجة إلي دور فاعل للإعلام في تغطية العملية الإنتخابية باعتباره أحد وسائل المراقبة والمتابعة. وهذه الأهمية انعكست في تصريحات عدد من الجهات والمنظمات الدولية في أنها ستعتمد علي تقارير وسائل الإعلام في متابعة وتقييم العملية الإنتخابية في مصر. وفي سياق هذه الأهمية المتزايدة لدور الإعلام بدت الحاجة ملحة إلي إلقاء الضوء علي دور الإعلام الإقليمي في متابعة وتغطية العملية الإنتخابية في الصعيد, وهنا كشف تقرير ائتلاف مراقبون بلا حدود لمؤسسة عالم جديد للتنمية وحقوق الإنسان عدم قيام وسائل الإعلام الإقليمي ومنها الخاصة بمحافظات الصعيد بدور ملموس في توعية الناخبين بالعملية الانتخابية, وذلك في ظل غياب سياسة تحريرية واضحة مما أدي إلي عشوائية التغطية الصحفية بنسبة تقترب من93%. ورصد التقرير عدة مؤشرات عن مراقبة أداء الإعلام الإقليمي في تغطية الانتخابات البرلمانية2010 خلال المرحلة الأولي للإنتخابات من خلال رصد9 إذاعات محلية و5 قنوات تليفزيونية مملوكة للدولة في أقاليم مصر بوسط الدلتا وشمال وجنوب الصعيد والقناة والإسكندرية وسيناء, و15 صحيفة شهرية وأسبوعية, بعضها مملوك للحكومة والأحزاب والأفراد, وأشار التقرير إلي نشاط الصحف الإقليمية والذي اقتصر علي الحوارات الصحفية والأخبار الدعائية والإعلانية مدفوعة الأجر, بينما لم تتمكن الإذاعات والقنوات المحلية من الاقتراب من قضية الانتخابات بسبب القيود الإدارية والقانونية المفروضة علي عملها. وقال التقرير إن الصحف المملوكة للحكومة تميل بصورة رئيسية إلي تغطية أنشطة المنتمين للحزب الوطني بنسبة95%, مما جعلها تشبه النشرات, فيما لجأت38% من الصحف الإقليمية إلي الطعن في المرشحين المستقلين وعدم احترام الخصوصية. أما الصحف المملوكة للأفراد فقد جاءت في المرتبة الثانية في خلط المواد الصحفية الإعلامية بالمواد الإعلانية لصالح المرشحين بنسبة98%, سواء من الأثرياء ورجال الأعمال وأصحاب المصانع والشركات. واعتماد هذه الصحف علي توزيع نسبة كبيرة من مطبوعتها اثناء المؤتمرات الانتخابية لهؤلاء المرشحين مما يفقدها مصداقيتها. وينتقد التقرير أداء الصحف الصادرة عن حزب الوفد وهي الأكثر انتشارا بين الصحف الحزبية الإقليمية والمنتظمة في الصدور بنسبة80%, فيرصد سيطرة تغطية مرشحي الحزب بنشر صور ضخمة لهم مرفقة بسيرتهم الذاتبة وتاريخهم العائلي والسياسي وبرامجهم الانتخابية ووعودهم لللناخبين في حالة الفوز بشكل أقرب إلي الدعاية الانتخابية, في الوقت الذي تصدر فيه أمانات الحزب الوطني نشرات غير منتظمة وفي المناسبات وبصورة غير مستقرة متضمنة دعاية انتخابية مكثفة لجميع مرشحي الحزب. ولفت التقرير إلي حصول المحافظات التي بها محطات التلفزيون الإقليمي ومنها محافظة أسوان مقر القناة الثامنة علي النصيب الأكبر من التغطية الانتخابية علي حساب باقي المحافظات البعيدة عن هذه المقرات, وجاءت مدينة طنطا مقر تلفزيون وسط الدلتا في المقدمة, تليها الإسماعيلية مقر القناة الخامسة ثم المنيا مقر القناة السابعة وأخيرا أسوان مقر القناة الثامنة.