طلبات وتعليقات الموتي والمتوفين أصبحت من المشكلات التي تواجه الشبكات الاجتماعية الشهيرة وأشهرها علي الإطلاق فيس بوك. والمشكلة تتلخص في وفاة بعض الأشخاص من أعضاء الموقع الذين يمتلكون صفحة خاصة بهم عبره, تأتي الحيرة من عدم علم القائمين علي الموقع بوفاة صاحب الصفحة, فكيف يتسني للموقع الذي تشترك به كل هذه الأعداد الهائلة من البشر- خمسمائة مليون شخص- أن يعلم بما حدث, الأمر الذي يترتب عليه تجدد الأحزان لدي البعض عندما تصل إليهم رسائل تؤكد أن فلانا هذا الذي توفي يريد التواصل معهم, وما شابه, وهي تعليقات قد تثير الأسي في نفس الأصحاب والعائلة, ولا تقتصر المشكلة علي هذه النقطة, فأحيانا يعرف القائمون علي الموقع بأمر الوفاة, ومن ثم يرغبون في إلغاء صفحة المتوفي أو حتي إزالة بعض الموضوعات التي قام بنشرها أو التعليقات التي أرسلها لبعض صفحات أصدقائه, وهنا تثور ثائرة الأهل والأسرة والأصحاب, فالجميع لا يقبلون المساس بهذه الموضوعات, ويحزنون بشدة لذلك, وبعضهم يسطر رسائل شديدة الغضب والتطاول للقائمين علي الموقع, مؤكدين أن في بقاء هذه المواد تخليدا لذكري صاحبها وتذكيرا به, بينما يري الموقع أنه بذلك يحفظ خصوصية صاحب هذه الموضوعات المنشورة. ومن أبرز الحالات التي تجسد هذه المشكلة ما حدث أخيرا حينما توفي شخصان من أصحاب الصفحات علي الفيس بوك متأثرين بمرض السرطان, وهما بيتر الفورد وإيد فال رادر وكانا يستغلان صفحتيهما في تبادل المعلومات والسخرية مع الأصدقاء عن المرض ومراحله, ويتنفسان عبق الحياة من خلال هذا التواصل الإنساني مع الأصدقاء والأسرة.وعندما توفي المريضان أعلمت الأسرتان الموقع بما حدث فترك الصفحتين للذكري, لكن بعد فترة قصيرة فوجئت الأسرتان والأصدقاء بحذف ما قام بنشره المتوفيان مما جدد أحزانهما, وطالبا الموقع بإعادة نشر أرائهما وأفكارهما. والآن يري البعض صفحات الفيس بوك تخليدا مجانيا لذكري الفقيد, ويراها البعض الآخر انتهاكا لحرمة شخص توفي وهو جدل سوف يستمر ويتزايد لفترة طويلة مقبلة.