أكد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة مساء أمس في افتتاح أعمال القمة الخليجية الحادية والثلاثين أهمية القمة التي تعقد في ظل ظروف و تحديات إقليمية ودولية تحتم تعميق آليات التنسيق السياسي والتكامل الاقتصادي بين دول المجلس. مجددا مواقف دول المجلس تجاه ضرورة المحافظة علي الاستقرار الإقليمي في منطقة الخليج باعتباره الحامي للمنجزات التنموية التي تحققت خلال العقود الأخيرة داعيا إيران الي حل قضية الجزر الإماراتية. وعبر الشيخ خليفة عن ثقته بنجاح جهود قادة دول المجلس في قمتهم وأن تأتي قراراتهم تعزيزا لخطوات العمل الخليجي المشترك, وتصديا للتحديات الكبيرة برؤية موحدة وإرادة جماعية تفعيلا لدور المجلس في المنطقة التي يعمل من خلالها في إطار النظام الإقليمي العربي. ووفقا لمصادر خليجية رفيعة المستوي تحدثت لالأهرام فان البيان الختامي الذي سيصدر ظهر اليوم سيؤكد دعم و ومساندة الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الفلسطينية بين أبناء الشعب الفلسطيني, حفاظا علي وحدتهم, وقضيتهم المركزية عبر دعم الوساطة المصرية للحوار الفلسطيني في القاهرة والترحيب بوثيقة المصالحة التي انبثق عنها هذا الحوار وذلك انطلاقا من أن إنجاز هذه المصالحة يصب في خانة تعزيز الجهود العربية التي تبذل لتحقيق ما يتطلع إليه الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة, مؤكدا ضرورة وحدة الصف الفلسطيني والوفاق العربي, لان من شأن استمرار الانشقاق والانقسام الفلسطيني أن يضر بمصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته ويضعف من موقف المفاوض الفلسطيني. ودعا القادة الولاياتالمتحدة الي ممارسة ضغوط علي تل أبيب بدلا من تقديم الحوافز والضمانات التي تشجعها علي ممارسة التعنت وليس التقدم باتجاه السلام, فضلا عن المطالبة بضرورة قيام الدولة الفلسطينية وفق حدود عام1967 وعاصمتها القدس الشريف. وسيدعو البيان الختامي لقمة أبو ظبي الي العمل علي المحافظة علي وحدة واستقرار العراق وسلامته الإقليمية وهويته العربية والإسلامية ودعم استقلالية قراره السياسي, وسيشيد في هذا الشأن بالنداء الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية بخصوص العراق, والذي يعكس سياسة خيرة تعكس النهج المستنير لدول المجلس تجاه الحرص علي استقرار هذا البلد العربي. وذكرت المصادر ذاتها أن البيان الختامي سيتطرق الي التطورات السودانية, سواء فيما يتعلق بملف استفتاء الجنوب أو أزمة دارفور والتي تتولي إحدي دول مجلس التعاون الخليجي قطر إدارة المفاوضات الخاصة بإنهائها, وسيؤكد الموقف الخليجي المؤيد للمحافظة علي وحدة السودان مع إجراء الاستفتاء الخاص بتقرير مصير الجنوب في موعده المحدد في التاسع من يناير المقبل ضمن صيغة تستبعد خيار اللجوء إلي الحرب, وإيجاد أرضية تنهي الأوضاع المأساوية في إقليم دارفور, هذا بالإضافة إلي ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط بما فيها منطقة الخليج من أسلحة الدمارالشامل, وسيدعو الأسرة الدولية لممارسة الضغوط علي إسرائيل للانضمام إلي معاهدة عدم الانتشار النووي والسماح بالتفتيش علي منشآتها النووية دون إبطاء, خاصة أن سياسة الكيل بمكيالين لم تعد مقبولة في عالم يسعي إلي الخلاص من هذه الأسلحه لزيادة الأمن والسلم للبشرية والالتفاف نحو التنمية ورخاء الشعوب. كما سيكون الوضع اللبناني القابل للتفجير في أي لحظة بندا مهما في القرارات السياسية لقمة أبو ظبي خاصة في ظل الدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية إلي جانب سوريا في معادلة الاستقرار الداخلي في هذا البلد العربي, وستحث الفرقاء اللبنانيين علي احتواء ومعالجة كل الإشكاليات الراهنة والمتعلقة بملف المحكمة الدولية المكلفة بالتحقيق في قضية اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري عبر الحوار بما يحول دون تداعيات قد تقود إلي هز الاستقرار الهش في لبنان. علي الصعيد الاقتصادي فإن البيان الختامي سيتضمن العديد من القرارات التي من شأنها إزالة المعوقات التي تعوق تطبيق الاتحاد الجمركي في ضوء التقرير الذي قدمه وزراء المالية والاقتصاد بدول المجلس إلي القادة, وسلسلة من القرارات التي ستسهم في تفعيل السوق الخليجية المشتركة, وإقامة مشروع السكك الحديدية الخليجية, وإنشاء بنك التنمية الخليجي الذي اقترحته قطر, ومن المتوقع ووفقا لبعض المراقبين أن تحمل قمة أبو ظبي حلحلة ما لقضية مشاركة الإمارات في العملة الخليجية, وذلك من منطلق ترسيخ وحدة دول الخليج, وعلي اعتبار أن دولة الإمارات ضرورية لقيام هذه الوحدة لأنها تمثل 26 في المائة من الناتج القومي الخليجي. وكان عبد الرحمن بن حمد العطية الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي قد ألقي كلمة في الجلسة الافتتاحية أكد فيها أهمية قمة أبو ظبي التي تعقد في توقيت مهم في تسريع وتيرة العمل الخليجي المشترك, والحفاظ علي الأمن والاستقرار في المنطقة.وقال إن القمة التي تأتي بعد30 عاما من انطلاقتها الأولي في الإمارات ستشكل نقلة نوعية في مسيرة العمل المشترك, ثم عقد القادة جلسة مغلقة مساء أمس وحضروا بعد ذلك مأدبة عشاء أقامها لهم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان