لكونهم الأقوي والأكثر ثراءا ونفوذا في ذلك الوقت, لم يكن غريبا أن يجمع عمد القري في مناطق الصعيد بين منصب العمدة ولقب نائب البرلمان, وبنظرة سريعة علي أسماء نواب مجلس شوري النواب1866 وهو أول مجلس نيابي شهده تاريخ مصر المحروسة نجد أن العمد سيطروا تقريبا علي مقاعد البرلمان عن دوائر ومناطق الصعيد المختلفة وقدموا أداءا نيابيا رائعا كما تقول المضابط ومع السنوات والأيام تراجع العمد مكانة وقيمة إلي درجة أنهم أصبحوا موظفين لا حول لهم ولا قوة. وهؤلاء النواب هم: نواب بني سويف والفيوم, حزين الجاحد عمدة العجمين, علي سيد أحمد عمدة الزرابي, زايد هندي عمدة جزيرة ببا, محمد حسن كساب عمدة النويرة, جرجس برسوم عمدة بني سلامة. ونواب المنيا وبني مزار هم إبراهيم أفندي الشريعي عمدة سمالوط, إسماعيل أحمد عمدة بني أحمد, أحمد علي عمدة الزاوية, أحمد حبيب عمدة الفنت, ميخائيل إثناسيوس عمدة أشروبة, حسن أفندي شعراوي عمدة المطاهرة. ونواب أسيوط هم سليمان أفندي عبدالعال( ساحل سليم), عثمان غزالي عمدة بني رزاح, يوسف محمد عمر عمدة الشيخ تمي, رميح شحاتة عمدة القوصية, عمر حمد عمدة الشغبة, عبدالعال موسي عمدة دروة. ونواب جرجا محمد حمادي عمدة بلصفورة, حميد أبوستيت من أولاد عليوة, عبدالرحمن حمدالله عمدة الجيرات, عثمان أبوليلة من الكتاكتة, عطية مهران من ناحية نزة, أحمد سلطان عمدة بندار. ونواب قنا وإسنا هم عمر أفندي أبويحيي عمدة أبومناع, محمد سحلي عمدة فرشوط, علي إبراهيم عمدة حجازة, أحمد افندي عبدالصادق من أسوان, أحمد علي إسماعيل عمدة السليمية. انتهت الجولة الأولي إلا أن نهايتها رفعت الستار عن ظاهرة جديدة تصاعدت في مشهد لم تألفه الإنتخابات في الصعيد من قبل, حيث شهدت دوائر كثيرة في مختلف محافظات الصعيد ظاهرة الإخوة الأعداء, والمتمثلة في الصراعات بين الأشقاء وأبناء العم وأفراد العائلة والقبيلة الواحدة علي نفس المقعد بنفس الدائرة, وهو ما قد يؤرخ لتاريخ جديد من الإنقسامات العائلية والقبلية التي ربما تطغي مستقبلا بما يهدد الشعار التاريخي الذي يحكم الإنتخابات في الصعيد دائما ألا وهو أنا وأخويا علي إبن عمي, وأنا وابن عمي علي الغريب. وتعد دوائر قنا من أكثر الدوائر التي انتشرت بها تلك الظاهرة ففي دائرة نجع حمادي وفرشوط خاض ناصر فخري قنديل الإنتخابات ضد شقيقه مرشح الوطني ونائب الدائرة الحالي فتحي فخري قنديل, كما تنافس ناصر خلف الله وعمر الطاهر خلف الله وخالد خلف الله الانتخابات بدائرة الرئيسية. وفي دائرة بندر قنا واجه عبد المولي أبو ضيف إبن عمه عبد الباقي عبيد من قبيلة الحميدات, فيما خاض3 مرشحين من قبيلة الجبلاو الإنتخابات بذات الدائرة, في الوقت الذي تعرض فيه اللواء محمد عبدالفتاح عمر في دائرة نقادة لمنافسة من ابن عمه العقيد زكريا عبادي الذي يتمتع بشعبية كبيرة في أوساط الشباب. وفي قفط خاض إثنان من عائلة دنقل الإنتخابات علي مقعد الفئات كمستقلين وهما أنس دنقل النائب السابق وعبدالناصر مسعود دنقل. وفي سوهاج تكررت الظاهرة في دائرة ساقلتة من خلال ترشح أبناء العم عادل عاشور وفاروق عاشور في نفس الدائرة, فيما إنقسمت عائلة أبوكريشة في دائرة الدويرات بين وليد علي أبو كريشة وإسماعيل مظهر أبو كريشة المرشحين علي مقعد الفئات بالدائرة. وفي دائرة طهطا واجهت عائلة أبوسديرة نفس المأزق من خلال مرشحيها علي مقعد العمال محمد عبدالرحمن أبوسديرة ومحمد سيد أبوسديرة, وهو ما كان سيتكرر في عائلة عبدالآخر بنفس الدائرة إلا أن الأمر تم حسمه في المجمع الإنتخابي للحزب الوطني والذي إختار ترشيح محمد عبدالآخر علي حساب إبن عمه مدحت عبدالآخر. وفي المنيا أخذت الظاهرة شكلا طريفا من خلال خوض مرشح وزوجته( يعملان بالمحاماة) الانتخابات بنفس الدائرة وهما محمد سيد صالح مرشح الفئات مستقل بدائرة مركز بني مزار وزوجته نهي مصطفي البهنساوي مرشحة مستقلة علي مقعد الفئات. وفي بني سويف بدت المنافسة في الفشن مشتعلة في عائلة( جاد المولي) حيث تقدم الحزب بمرشحه علي جاد المولي في مواجهة ابن عمومته أشرف جاد المولي عضو مجلس الشعب السابق, وفي مركز سمسطا كانت المنافسة ثلاثية بين أولاد العم محمود ماهر العضو الحالي وأبناء عمومته العمدة سيف ومحمود العمدة. وتكرر المشهد في مركز ناصر بين هشام الحميلي مرشح الحزب وياسر وسيد الحميلي, أما في دائرة إهناسيا فتنافس كل من فتحي بهنساوي مع إبن شقيقته محمد ماهر عبدالله وإبن عمه الدكتور صفوت بهنساوي وكيل كلية الحقوق بجامعة بني سويف, فيما تصارع في مركز الواسطي أولاد العم هشام الوكيل والمستشار جنيدي الوكيل. ولم تسلم أسوان أيضا من تلك الظاهرة حيث أصر أحمد الدنقي الفلاح المستقل في دائرة مركز إدفو علي البقاء في المنافسه نكاية في إبن عمه مرشح الوطني علي مقعد العمال والنائب الحالي علي ريان, وهو ما تكرر في دائرة قسم أول شرطة أسوان والتي شهدت صراعا بين اللواء عبدالوهاب أبازيد المرشح المستقل فئات وإبن عمومته النائب الحالي محمد جلال وذلك بعد أن وصل حجم الخلاف بينهما إلي نقطة اللا عودة. وفي أسيوط مثل مركز أبوتيج الإنعكاس الأكبر لظاهرة الإخوة الأعداء من خلال خوض محمود أبوعقرب عضو مجلس الشوري الأسبق الانتخابات علي مقعد الفئات أمام أحمد أبوعقرب إبن عمومته والعضو الحالي والمهدد بضياع المقعد منه بسبب الشعبية التي يمتلكها محمود أبوعقرب, أما علي مقعد العمال بنفس الدائرة فقد تنمافس كامل مكي مرشح الحزب الوطني وعضو المجلس عن الدورة المنتهية مع إبن عمه عبد الرحمن مكي. وفي مركز أبنوب خاض محمد عبدالغني بركات علي مقعد الفئات المنافسة أمام النائب الحالي ياسر عمر رغم صلة القربي بينهما, وكذلك الحال في مركز ديروط حيث تنافس ناصر أبوالعيون علي مقعد الفئات مع النائب الحالي شاهين كيلاني رغم أنهما علي صلة قرابة.