التراث الثقافي والإرث الحضاري والتطور الاجتماعي والتفاعل الانساني وحقوق المؤلف وحماية اللغة العربية. والاهتمام بالمتاحف والآثار والبحث في ذاكرة العالم العربي من خلال التوثيق الرقمي ومناقشة تحديث الخطة الشاملة للثقافة العربية. وارتباط التنمية بالفعل الثقافي وتطور وسائل الاتصال, واستعراض استعدادات عواصم الثقافة العربية والدعوة الي توأمة القدس معها وأخيرا مناقشة وبحث الاعداد الجيد للقمة الثقافية العربية المزمع انعقادها تنفيذا لقرار القادة العرب, تلك كانت أبرز الموضوعات التي تصدرت جدول اعمال مؤتمر وزراء الثقافة العرب الذي انعقد مؤخرا بالعاصمة القطرية الدوحة. المؤتمر الذي انعقد بالتنسيق بين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الالكسو ووزارة الثقافة والفنون والتراث القطرية حضره ما يقرب من18 وزيرا عربيا وكان موضوعه الرئيسي الخطة الشاملة المحدثة للثقافة العربية التي اعدتها الالكسو بالتعاون مع دولة الكويت. وأكد الوزراء خلال المؤتمر التزامهم بتحقيق ما حددته القمة العربية في سرت بليبيا بالاعداد لعقد قمة ثقافية عربية من اهدافها صياغة رؤية ثقافية مستقبلية للدول العربية وتوفير الدعم للمؤسسات الثقافية والمبدعين والكتاب العرب والارتقاء بالابداع الثقافي العربي في مختلف المجالات, وهنا يؤكد د. محمد العزيز بن عاشور مدير عام الالكسو ان العمل الثقافي العربي المشترك هو السبيل الي تحقيق اسهام عربي فاعل في زمن التكتلات الاقليمية وفي زمن التحديات الكبري في عصر العولمة, معربا عن قناعته مع الوزراء العرب بأن شروط هذا العمل الثقافي العربي المشترك متوافرة لدي امتنا العربية من حيث الانتماء الثقافي والحضاري واللغة الواحدة والمصالح المشتركة والمستقبل الواحد, واعلن الوزراء تمسكهم بالمباديء الأساسية التي نصت عليها الخطة الشاملة للثقافة العربية لتحقيق مجموعة من الأهداف, جاء علي رأسها ان النهضة الثقافية العربية المنشورة ترتكز علي موقف من الحياة ونمط سلوكي وتطلع معرفي وتستلزم رؤية علمية ونقدية للواقع بمستوياته المحلية الاقليمية والعالمية, كما لابد للعرب من التفاعل مع العصر والتفاعل الايجابي مع الفكر الآخر مع تأكيد اهمية حرية الفكر والتعبير بما هي شرط للابداع وأهمية الديمقراطية واحترام حقوق الانسان, وأوضح ابن عاشور ان اللغة العربية عنصر اساسي لتطوير الثقافة العربية, ويجب النهوض بها للصمود امام اللغات الأجنبية والعمل علي الارتقاء بمستوي الجامعات العربية لتجاوز المعارف القديمة في مناهجها والتخصصات المحدودة, مشيرا الي أن مجتمع المعرفة في الوطن العربي يجب ان يتأسس علي العلم لإنجاز مشروع علمي معرفي يعيد للمثقف دوره ويشكل منطلقا للنهوض بالعمل الثقافي. وحول مشروع العواصم الثقافية العربية اشاد المؤتمر بنجاح الاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية2009 في تأكيد عروبة القدس والتصدي لمحاولات السلطة الاسرائيلية المحتلة تهويد المدينة وطمس معالمها الثقافية والحضارية والتاريخية. وهنا يقول مدير عام الالكسو ان المؤتمر اوصي باعتبار القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية كما أوصي بتوأمتها مع كل عاصمة ثقافية عربية يحتفي بها ومواصلة الفعاليات والأنشطة الثقافية المؤكد لعروبة القدس ثقافة وحضارة ومصيرا ودعوة للدول الي مواصلة تقديم الدعم المالي لمشروعات البنية التحتية والمؤسسات الثقافية في القدس, واضاف ابن عاشور ان المؤتمر طالب بتوجيه بيان الي اليونسكو بطلب اتخاذ موقف حازم وحاسم من الانتهاكات الاسرائيلية للتراث الثقافي العربي الاسلامي والمسيحي في القدس ودعوة المجموعة العربية في اليونسكو الي مواصلة العمل علي اسقاط القدس من القائمة التمهيدية الاسرائيلية تنفيذا لقرار القمة العربية مع دعوة الدول الي تنسيق مواقفها في مؤتمر الدول الأعضاء في اتفاقية التراث العالمي الذي يعقد بمقر اليونسكو بباريس اكتوبر2011. وحول التراث غير المادي فقد أوصي المؤتمر بدعوة الدول ومنظمة الالكسو الي مواصلة جهودها للحفاظ علي المأثورات الشعبية في الدول العربية والعمل علي توثيقها وتسجيلها لوضع قاعدة بيانات عربية بها, كذلك اوصي المؤتمر بضرورة مواصلة اللجنة الدائمة للثقافة العربية بالتعاون مع الالكسو للاشراف علي مشروع ذاكرة العالم العربي والتوثيق الرقمي للتراث وبالنسبة لمشروع اتفاقية السوق الثقافية العربية المشتركة فقد أوصي المؤتمر بدعوة الدول الي التنسيق والوصول الي تذليل العقبات والاهتمام بتسيير انتقال الانتاج الثقافي العربي, وهنا يؤكد د. حمد عبد العزيز الكوري وزير الثقافة القطري انه يتحتم علينا الاستمرار في تجسيد مباديء العقد العربي للتنمية الثقافية من خلال تكثيف التنسيق فيما بين الدول العربية للنهوض بالعمل الثقافي العربي المشترك مما يجعلنا قادرين علي مواجهة تحديات المستقبل, وهنا يتفق معه د. عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والاعلام السعودي في وجوب اعداد خطة عمل واضحة لتحقيق العديد من الاهداف الثقافية, مؤكدا ان الثقافة العربية عريقة وغنية ويجب ايصالها الي كل مكان, وضرورة تواصلها مع الحضارات الاخري وهذا يتناغم مع فكر ورؤية د. محمد العزيز بن عاشور الذي يشير الي اننا نملك حضارة وثقافة مستنيرة قادرة علي مجابهة التحديات انطلاقا من الاعتداد بتاريخنا وموروثنا ومساهمتنا والمباديء والقيم التي نتحلي بها والتي تدعو الي الوسطية والتسامح وحب المعرفة والتحاور والتعامل مع الآخر.