أكد تقرير بثته وكالة أسوشيتدبرس للأنباء امس أن الحملة العسكرية الأمريكية علي أفغانستان لم تنجح في تحقيق الأهداف المرجوة منها حتي الآن, في الوقت الذي انقضت فيه السنوات التسع و50 يوما. وهي نفس المدة التي قضتها القوات السفيتية داخل الأراضي الأفغانية خلال حملتها العسكرية التي بدأت في27 من ديسمبر1979 واستمرت حتي15 فبراير1989 وأشار التقرير الذي عقد مقارنة بين أسباب الحملتين العسكريتين إلي أن واشنطن لم تنجح في تحقيق هدفها بالقضاء علي تنظيم القاعدة والحد من أنشطة الجماعات المتطرفة في أفغانستان, كذلك لم تحقق الحملة السوفيتية هدفها بتأسيس دولة اشتراكية عصرية. كما استعرض التقرير التقديرات الصادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية والتي أظهرت هشاشة الإنجازات التي حققتها القوات الأمريكية خلال حملتها العسكرية في أفغانستان. وأوضح التقرير أن التعهدات الأمريكية بالاستمرار في أفغانستان إلي ما بعد عام2014 وهو العام الذي يفترض فيه أن تتوقف قوات حلف شمال الأطلنطي عن الاضطلاع بأي دور قتالي يشبه إلي حد كبير ما فعله الاتحاد السوفيتي حينما قام بدعم نظام نجيب الله بعد الانسحاب من البلاد قبل أن يسقط بعد ذلك علي يد المجاهدين الأفغان عام1992 ورغم تشكيك التقرير في قدرة قوات الناتو بقيادة الولاياتالمتحدة في تحقيق أي إنجازات علي الأرض, فإنه أكد أنها نجحت في دفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلاد بعد أن وصل معدل النمو الاقتصادي إلي10 % سنويا, إلي جانب أن7 ملايين طفل باتوا يذهبون إلي المدارس. في الوقت نفسه, كشفت الصحف البريطانية بشيء من السخرية المزيد عن التفاصيل الخاصة بمن يطلق عليه اسم نصاب طالبان الذي خدع كلا من الحكومة الأفغانية والمخابرات البريطانية خلال الفترة الماضية. فقد ذكرت صحيفة ديلي تليجراف أن المخابرات البريطانية إم آي6 ظلت لمدة عام كامل ترعي وتدفع المال لرجل محتال يزعم أنه الملا أحمد منصور أحد كبار قادة طالبان. وأشارت الصحيفة إلي أن المخابرات البريطانية دفعت ما لا يقل عن مائة ألف دولار للمحتال قبل أن تنقله جوا للاجتماع مع المسئولين الافغان في محاولة للتوصل الي اتفاق بين الحكومة ومسلحي طالبان. وكان كبير مساعدي الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قد ألقي بالمسئولية في وقت سابق علي السلطات البريطانية لإحضار منصور المزيف, مشيرا إلي أنهم أحضروه للقاء كرزاي في يوليو أو أغسطس الماضيين, إلا أن القادة الأفغان الحاضرين أدركوا أنه محتال, حيث كشف مسئول في المخابرات الباكستانية عن أنه ليس سوي بائع في أحد المحال التجارية!.