لم يكن أحد يتوقع أن تكون نهاية الأسبوع ال11 للدوري ساخنة, كما حدث, ذلك الأسبوع الذي بدأ بأربع مباريات انتهت جميعها بالتعادل لدرجة أن البعض توقع أن يكون أسبوع التعادلات. حتي جاء يومه الثاني وكانت هزيمة الأهلي الثقيلة من الإسماعيلي1/3 وفوز الزمالك القاتل علي المصري بهدف محمد إبراهيم. ليغادر ذلك الأسبوع تاركا خلفه دموعا واستقالات في الجزيرة, وأفراحا واحتفالات في الإسماعيلية وميت عقبة.. و13 هدفا. ولأن المباريات الخمس التي انتهت بالتعادل سواء كان سلبيا أو ايجابيا مرت بردا وسلاما علي أطرافها لأنها لم تغير كثيرا من مواقفهم أو مواقعهم بجدول ترتيب المسابقة, كما أن فوز إنبي علي الاتحاد لا يتوقف الكثيرون أمامه سوي في أمر واحد فقط وهو تسجيل أحمد عبدالظاهر مهاجم إنبي هدفي فوز فريقه وكيف بدأ اللاعب الإعلان عن نفسه جديا مع منتخب مصر أمام استراليا ويحاول الحفاظ علي مستواه أمام الاتحاد الذي أصبح حكاية الحديث عن خسائره موضه قديمة, وبالتالي فإن الحديث الحقيقي عن مخلفات هذا الأسبوع الذي يحمل الرقم11 تنحصر بجدية في مباراتين فقط أو في سؤالين فقط هما: كيف ظهر الإسماعيلي بهذه القوة أمام الأهلي؟.. ولماذا فاز الزمالك علي المصري؟!. والإجابة نلخصها في النقاط التالية: أولا: تشكيل الأهلي لم يكن مناسبا للعب مثل هذه المباراة, ويلام علي ذلك حسام البدري بالتأكيد, بالرغم من الاختلاف في الرأي علي تركه الأهلي ورحيله في ذلك التوقيت, ولكن البدري علي المستوي الفني تشعر بأنه لا يريد أن ينظر حوله, ولا يرغب في أن يظهر للمتابعين للأهلي أنه يفكر.. ويفكر, بل دائما يضع ودنا من طين والأخري من عجين, فلم يأخذ عبرة من شجاعة حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني قبل أيام قليلة حين شعر بأن أخطاء الدفاع سبب خسائر المنتخب الوطني للنقاط بتعادله أمام سيراليون وخسارته من النيجر في تصفيات إفريقيا, فلجأ لتأمين الدفاع بثلاثة لاعبين في الخلف أمام استراليا. أما البدري فلعب أمام الإسماعيلي بتشكيل فتح الطريق أمام ثلاثة أهداف لاذعة في39 دقيقة فقط, وكأنه لا يعرف أن اللعب مع الإسماعيلي بالإسماعيلية, يحتاج إلي تخطيط وفكر خاص مختلف, ودفاع قوي يبدأ من وسط الملعب, فكيف يلعب أو يدفع بوائل جمعة وحده في الدفاع؟!.. نعم.. وائل جمعة وحده باعتبار أنه ظلم كثيرا ذلك اللاعب الجديد محمد عبدالفتاح بالدفع به بجواره وهذا ليس المكان الذي يعتاد عليه ذلك اللاعب وخبرته لا تؤهله لمثل هذه المساندة الدفاعية ومادام أحمد السيد كان موجودا.. فلماذا لم يكن ثالثهم؟! وبدلا من أن تلعب بفرانسيس وأبوتريكة وجدو وبركات في البداية كان يكفي ثلاثة منهم فقط حتي تستكشف المنافس جيدا. ثانيا: اختيار البدري لمحوري ارتكاز الوسط لم يكن موفقا باعتبار أن حسام غالي والمعتز إينو مازالا بعيدين عن مستواهما, بالإضافة إلي أن لعبهما يحمل الطابع الهجومي أكثر من الدفاعي, وبالتالي انكشفت المؤخرة كثيرا أمام مهاجمي الإسماعيلي, ومازال أيضا البدري لا يستمع إلي كلمات لاعبيه وتصريحات أحمد فتحي الأخيرة بأنه يتنفس حين يلعب في الوسط!! ولذا كان من الأفضل الدفع به كمحور ارتكاز ولعب بركات يمينا خاصة أن مشهد تسجيل فتحي هدف الأهلي كان من القلب! ثالثا: في ظل الأحداث الدرامية للمباراة وظهور الإسماعيلي بتلك القوة والسرعة والانسجام, لم تظهر أي تعليمات للبدري من خارج الخطوط تدل علي قراءته لما يحدث داخل الملعب ويلام أيضا في تلك النقطة اللاعبون أصحاب الخبرة مثل وائل جمعة وأبوتريكة ومحمد بركات وحسام غالي الذي من المفترض أنه يحمل شارة الكابتن, فكان مطلوبا منهم التهدئة وعدم الاستدراج لمجاراة المنافس في السرعة التي لا يقدرون عليها, والاحتفاظ بالكرة وتهدئة اللعب وامتصاص الحماس وكلها من بدائيات كرة القدم, وتركوا أنفسهم في حلبة ملاكمة ظهر مستواهم خلالها أشبه بمحمد علي كلاي في أواخر أيامه حين واجه الملاكم الفتي الشاب جو فرايزر ولم يستطع مقاومة سرعته ولكماته وضرباته وحركاته الرشيقة, فخسر بالقاضية ولهذا ظهر الاسماعيلي بهذه القوة من خلال شبابه وسرعته وحيويته, لأن الأهلي فقد حتي خبرته! رابعا: فوز الزمالك لا يعني أن المصري كان سيئا, ولكن لأنه لا يمتلك المقومات الهجومية القادرة علي تسجيل الأهداف فانطفأت صحوته في الشوط الثاني, وأصبح فريقا عاديا علي عكس بدايته بعد الأوراق التي تعامل بها حسام حسن لتعديل أوضاع فريقه في التغييرات التي حولت الزمالك إلي الفريق الأقوي والأكثر خطورة وفرصا علي مرمي أمير عبدالحميد الذي كان متألقا بالفعل في التصدي لأكثر من كرة كانت كفيلة بإعلان فوز الزمالك, والفارق الحقيقي في هذه المباراة بين الزمالك والمصري كان في أصحاب المهارات والقدرات علي التسجيل, فالمصري يمتلك عناصر جيدة في الدفاع والوسط وطرفاه شديد قناوي وأحمد فوزي جيدان, ولكن كان غائبا من يستفيد من ذلك ويترجم مجهودات زملائه لأهداف, وبالتالي مرت دقائق التألق البورسعيدية خالية دون شيء.أما الزمالك فكان قريبا من التسجيل طول الوقت وإن كان الهدف تأخر كثيرا وبعد تجارب عديدة, لذلك كان الأغلي والأجمل من محمد إبراهيم! تلك باختصار هي أبرز الأمور التي تركها الأسبوع ال11 خلفه والتي أسعدت جماهير الإسماعيلي والزمالك, وأحزنت كثيرا جماهير الأهلي, لأن المصري لم يكن سيئا في عيون البورسعيدية, وكاد يخرج متعادلا, وتركت أيضا حالة جدلية حول مستقبل فريق الكرة بالنادي الأهلي, وهل سيكون التغيير مفيدا الآن.. أم لا؟!