انقرة من سيد عبدالمجيد: الصراع بين الأحزاب السياسية في تركيا أمر معتاد ومألوف ولا غضاضة بشأنه, والاتهامات التي يطلقها زعماؤها بين بعضهما البعض تبقي مفهومة في إطار المنافسة. ولكن ان يأتي الهجوم من استاذ الأمس الخوجة الكبير التقي الورع ضد تلميذة الابن البار المسلم المطيع ذي الاخلاق الحميدة هكذا وصفه عندما كان الأخير في كنفه, فهذا والله أمر يدعو للعجب, وليته اقتصر علي انتقادات ولكنه حوي نعوتا بالعمالة والخيانة والعمل لصالح الصهاينة ومعهم الغرب الكافر! هذا ما فعله نجم الدين اربكان الأب الروحي للإسلام السياسي في الاناضول, والذي اغتصب أخيرا زعامة حزب سعادات مطيحا برئيسه المنتخب الدكتور نعمان كورتلموش, اما التلميذ فهو رجب طيب أردوغان الذي صار في عرف أربكان رجل الصهيونية في البلاد والسبب ان الرجل يروج لمنظومة الدرع الصاروخي ونشرها علي الاراضي التركية, ومضي السياسي المخضرم قائلا: إن الصهيونية تحتكر غالبية وسائل الاعلام في بلاده وكلها لخدمة رئيس الوزراء اردوغان, حيث ان هناك30 صحيفة و30 فضائية تعمل لصالحه ليل نهار, لا لكي يظل في السلطة فحسب, بل من أجل الحفاظ علي قيام إسرائيل العظمي بالمنطقة! والتي تضرب عرض الحائط بكل قرارات مجلس الأمن الدولي, واضاف ان الجميع وفي مقدمتهم الصهيونية يعملون لان تكون تركيا تابعة لإسرائيل. وأشار اربكان مؤسس اكبر عدد من الاحزاب التي تم غلقها من قبل المحكمة الدستورية, ورئيس الحكومة الاسبق عامي1996 و1997 إلي ان حجم الديون الخارجية علي البلاد مدي تاريخ الحكومات التركية المتعاقبة بلغت80 مليار دولار, ولكنه ارتفع في عهد العدالة والتنمية الحاكم ومنذ اعتلائه الحكم نهاية2002 إلي580 مليار دولار, ثم يختتم حديثه بتأكيدات أن حكومة اردوغان صادقت علي نشر الدرع الصاروخي ولكنها تخشي من الاعلان عن ذلك, مشيرا إلي ان الدول الإسلامية لاتحتاج لدرع الكفرة.