وأنا أقرأ حكم المحكمة الإدارية العليا بشأن إلغاء وحدة الحرس الجامعي بجامعة القاهرة, تذكرت علي الفور عندما كنت طالبا في كلية الحقوق في منتصف الثمانينيات, حيث كنا في المدرج نستمع إلي المحاضرة واقتحم علينا المدرج عدد كبير من المشاركين في مظاهرة من أجل سليمان خاطر. وحاولوا ممارسة العنف مع الطلبة الموجودين بالمحاضرة لإجبارنا علي الخروج في المظاهرات التي كانت تأخذ منحي عنيفا في بعض الأحيان, ولولا تدخل الحرس الجامعي بين الطرفين لحدثت معركة دموية بين الطلبة في ذلك الوقت. أتذكر كل ذلك وتبادر إلي ذهني تساؤل: ومن يحمي الجامعة من الداخل؟ الكل يتحدث عن حماية المنشآت ولكن هذه الأعداد الكبيرة من الطلبة وأعضاء هيئات التدريس والموظفين والعاملين بالجامعات من يحميهم؟ ومن يحمي جامعاتنا من الجرائم المختلفة والسرقات والحفاظ علي الآداب في ظل تدني وتدهور للآداب يطول كثيرا من قطاعات المجتمع؟ هل تحميهم مجرد شركات أمن أو أفراد غير مدربين؟ وهل هناك ميزانية تكفي للإنفاق علي هذه الوحدات؟ نعم.. فللحرم الجامعي قدسية, ولكن أليست الضرورات تبيح المحظورات؟ أم هل هناك حل آخر؟ هشام العطار المحامي بالنقض الزقازيق