اعترف قائد الجيش البريطاني الجديد الجنرال سير ديفيد ريتشاردز بأن الغرب لن يتمكن أبدا من هزيمة تنظيم القاعدة والمسلحين الإسلاميين, ولم يستبعد إمكانية تدخل بريطانيا عسكريا في دول أخري. وفي مقابلة نشرتها أمس صحيفة صنداي تليجراف قال ريتشاردز الأمن القومي البريطاني لا يزال في خطر غير أنه يمكن احتواء التهديد للسماح للبريطانيين بأن يعيشوا في أمن. ونصح المسئول العسكري البريطاني بالتعامل مع الواقع الذي يقول إن التهديد العالمي الذي تشكله القاعدة وأتباعها الإرهابيون دائم. وحذر من أن خطر التنظيم وأتباعه سوف يستمر علي الأقل لثلاثين عاما أخري. وفيما يتعلق بالانتصار علي حركات الإسلام المسلح, أكد ريتشاردز أن الانتصار بمعناه التقليدي المعروف في الحروب التقليدية لن يتحقق أبدا, غير أنه أعرب عن اعتقاده بأنه لايزال بمقدور الغرب أن يحتوي خطر القاعدة بما يسمح للشعوب الغربية بأن تعيش في أمان. وفيما يتعلق بأفغانستان, قال الجنرال البريطاني إن الشعب الأفعاني بدأ يتعب من عدم قدرة حلف شمال الأطلنطي ناتو علي الوفاء بوعوده له. وأشار المسئول العسكري البريطاني إلي أنه لا يري الآن حالة تستدعي التدخل العسكري في دول أخري, غير أنه أضاف بأنه سيكون من الجنون القول بأننا لن نعود يوما ما إلي موقف يستدعي التدخل العسكري في دول أخري. في غضون ذلك, طالب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي واشنطن بتقليص عملياتها العسكرية في أفغانستان, وبأن تقوم القوات الأمريكية بإنهاء الغارات الليلية التي اعتبرها تحرض الناس علي الانضمام إلي التمرد الذي تقوم به طالبان طبقا لما ذكرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية. وقال كرزاي للصحيفة في مقابلة إن الوقت قد حان لخفض العمليات العسكرية وعدد الجنود في أفغانستان.. والحد من التدخل في الحياة اليومية للأفغان. واعتبرت الصحيفة أن تعليقات كرزاي تضعه علي خلاف مع الجنرال ديفيد بتريوس الذي جعل مهام الاعتقال والقتل جزءا اساسيا من استراتيجية مكافحة التمرد. وأضافت الصحيفة أنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية أدت مثل هذه الغارات الليلية التي شنتها القوات الأمريكية الخاصة علي منازل الأفغان إلي قتل أو أسر863 من زعماء التمرد. وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي بدأت فيه إدارة الأمريكية في التقليل من أهمية موعد نهائي حدده الرئيس باراك أوباما في يوليو1102 لبدء تسليم الأمن للقوات الأفغانية وسحب القوات الأمريكية. وعلي الصعيد العسكري, تعرضت شاحنات تابعة لحلف شمال الأطلنطي- الناتو- أمس للهجوم مجددا من قبل حركة طالبان حيث أشعل مسلحون النار فيها. في الوقت نفسه, لقي ثلاثة مدنيين أفغان مصرعهم وأصيب أكثر من02 آخرين بجروح, وذلك إثر انفجار قنبلتين أمس في شرق وجنوب أفغانستان.
