عشرات الابحاث والدراسات المهمة يطرحها علماء وخبراء واساتذة الموسيقي في الوطن العربي أمام مؤتمر ومهرجان الموسيقي العربية الذي تنظمه دار الاوبرا المصرية تحت اشراف وزارة الثقافة. في مثل هذا الشهر كل عام, وتتم مناقشتها في ندوات مفتوحة يشارك فيها نخبة من النقاد والكتاب والمهتمين بالموسيقي العربية الذين يجمعون علي ان هذه الكنوز والدراسات البحثية تصلح منهجا يمكن تدريسه لطلاب المعاهد والأكاديميات الموسيقية في الوطن العربي. ولكن هذه الكنوز تنتهي مهمتها بانتهاء المؤتمر والمهرجان دون ان يستفيد منها احد, رغم انها خلاصة فكر وتجربة هذه النخبة من العلماء والخبراء الكبار في الوطن العربي, ويجمع الذين لم تتح لهم فرصة المشاركة في هذه الندوات والاستماع الي هؤلاء العلماء والخبراء علي ان هذه الاستفادة يمكن ان تتحقق لو كانت هناك مجلة متخصصة تتولي نشر هذه الابحاث والدراسات كل عام ضمن عديد من مجلات اخري تصدرها وزارة الثقافة وهيئاتها المختلفة, خاصة ان قرارات وتوصيات هذا المؤتمر والمهرجان السنوي لو تم نشرها في مثل هذه المجلة ستسهم في اعداد جيل من شباب الموسيقيين العرب الذين يحافظون علي هويتهم الموسيقية العربية وحمايتها من مختلف التيارات الموسيقية الوافدة الينا علي ظهر العولمة من الخارج ولاتتناسب مع هويتنا وتعاليمنا العريقة, ولانبالغ اذا قلنا ان هدفها هو طمس هذه الهوية أو ضربها في مقتل حتي تنتشر موسيقاهم الوافدة من الغرب ويتأثر بها شبابنا البريء, والذي حولت قطاعات كبيرة منه الي شباب راقص يترنح مع ايقاعاتها الصاخبة الزاعقة والمبتذلة وينسي موسيقي بلده الذي علم بلادا عديدة اصول الفنون الراقية التي تثري الوجدان وتهذب السلوك الإنساني وتحقق لمستمعيها المتعة الرفيعة الراقية, واستطيع ان اعرض علي وزير الثقافة فاروق حسني بعض الجوانب التي تدعم سرعة اصدار هذه المجلة المهمة لكي تغطي قضايا الموسيقي في الوطن العربي, وحماية هويتنا الموسيقية العربية وتكون هدية الأوبرا المصرية لكل المشتغلين والمهتمين بقضايا الموسيقي والغناء في الوطن العربي وبمناسبة العام العشرين لمؤتمر ومهرجان الموسيقي العربية المقبل. *مجلة الأيام العشرة, تصدرها الاوبرا المصرية لمدة عشرة ايام فقط هي مدة المؤتمر في طباعة فاخرة واخراج جيد تغطي انشطة المهرجان, وتحرص الوفود العربية المشاركة علي اقتنائها وهم عائدون الي بلادهم, ويمكن ان تكون نواة للمجلة المقترحة فصلية أو شهرية او نصف شهرية حسب رؤية وزارة الثقافة. هيئة التحرير تتمثل في اللجنة التحضيرية الحالية برئاسة د. رتيبة الحفني مقرر وامين عام المؤتمر ونخبة من كبار المتخصصين في الموسيقي وهم الاعلامي وجدي الحكيم مراقب عام الموسيقي والغناء اثناء حرب اكتوبر وحلمي بكر بتاريخه المعروف وسامي نصير رئيس فرقة ام كلثوم للموسيقي العربية الاسبق ود. جمال سلامة والناقد الموسيقي محمد قابيل رئيس التحرير التنفيذي للمجلة الداخلية بأعدادها العشرة هذا العام. ونقطة اخيرة: ان يصدر وزير الثقافة توجيهاته الي رئيس الأوبرا بعقد عدة اجتماعات مع اللجنة التحضيرية لعمل دراسة لإصدار المجلة المقترحة والمقايسة المطلوبة لها بالاتفاق مع احدي دور النشر القومية وكل مايتعلق بها من حيث التبويب والتحرير والإخراج وخلافه وعرضها عليه في اقرب فرصة تمهيدا لدراسة توقيت اصدارها ومايراه من اضافات لازمة لدعم رسالتها في دعم موسيقانا العربية والارتقاء بها بحيث تكون أهم وارقي مجلة عربية متخصصة تصدر من مصر وتعبر عن فكر كل الموسيقيين والمبدعين العرب. القنوات التعليمية.. تثقيفية ايضا تغذية البرامج التعليمية الاعلامية بجرعات ثقافية تثري عقول الشباب وتسهم في تنمية مداركهم والارتقاء بافكارهم أمر مطلوب لإعداد جيل متعلم ومثقف, في نفس الوقت يستطيع ان يبني بلده بالعلم والثقافة وهو ما يهدف اليه الاجتماع الذي عقدته الاعلامية هالة حشيش رئيس قطاع القنوات المتخصصة منذ ايام مع مساعد اول وزير التربية والتعليم د. رضا ابوسريع لبحث سبل تطوير برامج القنوات التعليمية لتصبح تعليمية ثقافية تغذي عقول ملايين الطلبة والطالبات في الداخل بالاضافة للطلبة المصريين والعرب المغتربين في الخارج ودور رجال الاعمال في هذا التطوير وهي خطوة موفقة تحسب لها من وجهة نظرنا وستكون لها مردودها الايجابي في بناء وتأسيس جيل جديد من الشباب يعتمد في بناء مستقبل وطنه وامنه علي العلم والمعرفة وتؤكد الدور المهم الذي يقوم به قطاع القنوات المتخصصة. المزيد من مقالات مصطفى الضمرانى