بالرغم من التعادل الايجابي1/1.. والعودة من الغردقة بنقطة غالية حفظت ماء الوجه لكبرياء القلعة الحمراء وجماهيره أمام الوليد الجديد في الدوري المصري. إلا أنه يمكننا القول بان ما شاهدناه أمس الأول لم يكن بفريق الاهلي الذي نعرفه.. خاصة في الشوط الاول! نعم الاهلي خرج متعادلا.. ولكنه خلف وراءه شعورا عاما عند جماهيره بعدم الاطمئنان والثقة... وطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل الفريق البطل الأوحد للكرة المصرية علي مدي السنوات الخمسة الاخيرة.. ومدي تأثير ذلك علي مسيرة المنتخب الوطني الاول لكرة القدم الذي يعتمد في قوامه الاساسي علي لاعبي الأهلي, خاصة وأنه في موقف حرج بالتصفيات الافريقية المؤهلة لكأس امم افريقيا.2102 لقد تفاجأ الجميع بالصورة المتواضعة التي ظهر عليها البطل وبخاصة في الشوط الاول من المباراة الذي صال وحال فيه فريق الجونة وتعملق وتحول إلي الجونة دورتموند الالماني لتشابه الالوان في الفانلة.. وربما كان لوجود عدد كبير من الاجانب بملابسهم الاحتفالية والحسناوات الشقراوات بروائحهم النفاذة في المدرجات اوحي للاعبي الاهلي بانهم يواجهون فريقا من المانيا وليس الجونة الغردقة فانتابهم شعور الخضة! لقد جاء اداء الاهلي في شوط المباراة الاول باهتا وخائفا ومرتعشا ولايمت بأي صلة لفريق الاهلي البطل الذي نعرفه! لقد كان بامكان فريق الجونة دورتموند ان يلحق بالبطل هزيمة قاسية ويحقق كبري مفاجأت الموسم بالفوز يصل إلي خماسية لو احسن مهاجمه أحمد حسن بدون دروجبا تسجيل ما اتيح له من فرص سهلة من انفرادات تامة بالمرمي والحارس أبو السعود. ويبدو أن أحمد حسن بلا دروجبا نسي ذاكرة التهديف بعد جلوسه علي دكة البدلاء لمدة عام بالاهلي.. ولو كان فعلا فيه شيء من الشبه مع دروجبا نجم كوت ديفوار وتشيلسي ما اهدر واحدة من الفرص التي اتيحت له! والسؤال الذي يطرح نفسه هل يستحق اللاعب أن نطلق عليه لقب دروجبا بعد هذه المباراة.. أم لا؟ ولن أطرح سوالا خبيثا يتردد في الشارع ربما قدم دروجبا لم تطاوعه في هز الشباك للعشرة الطيبة التي قضاها في الأهلي.. وربما طمعا في العودة من جديد للفريق الاحمر؟! واعتقد بأن حسام البدري لاشك مدينة بالفضل لاحمد حسن دروجبا بالخروج بهذا التعادل وربما يبادر عقب مشاهدة تسجيل المباراة والفرص الضائعة بالاتصال باللاعب ليشكره بحرارة علي عدم التسجيل من كل هذه الفرص.. وليس الاشادة بالحارس أبو السعود كما قالت كل الصحف!! ورغم كل ذلك لاننسي ويحسب لحسام البدري وجهازه المعاون القدرة علي التعامل مع المباراة في الشوط الثاني سواء بالتغييرات في اللاعبين أو الاداء والشكل العام. كما تجدر الاشارة إلي التراجع الرهيب الذي وضح في اداء فريق الجونة وكأن أنور سلامة يرفض الفوز علي فريقه القديم.. ام هو عودة لنفس المرض المزمن في الكرة المصرية التي تلعب شوطا وتدافع في الثاني من منطلق ان التعادل والنقطة مع القطبين مكسب إلا لما شاهدنا لاعبي الجونة يسجدون لله شكرا عقب المباراة علي التعادل.. بالرغم من أضاعتهم فوزا كبيرا في الشوط الاول.. وربما كانوا يحمدون الله علي الخروج بالتعادل بعد ان كان بامكان الأهلي خطف نتيجة المباراة في الدقائق الاخيرة! عموما كشفت تلك المباراة عن آفة حقيقية لعيوب الكرة المصرية وتعاني منها كل الاندية والمنتخب الوطني وهي غياب اللاعب الهداف بدليل حجم وكم الفرص المهدرة والضائعة في المباراة من الفريقين والمرمي شبه خال من الحارس.. فلم يختلف الوضع كثيرا بالجونة عن الاهلي تلك النقطة تحتاج إلي جلسة لكل خبراء الكرة لمناقشة ظاهرة اهدار الفرص السهلة, وغياب الهدافين عن الكرة المصرية فالخطر قادم لكل الاندية وفي النهاية يصيب المنتخب الذي مازال عاجزا عن ايجاد حل تلك الظاهرة التي تهدد مسيرته سواء في التصفيات أو حتي في المنافسة بالبطولات. آما السؤال الاهم ماهو موقف الزملاء وخبراء الكرة الذين كانوا يطالبون نجوم الاهلي الكبار بالاعتزال؟! لقد اثبتت الايام والمباراة انه لاغني عن هؤلاء النجوم بركات وأبوتريكة وأحمد حسن ومعوض وغيرهم لانهم يشكلون قلب وعقل الاهلي ولانريد احدا بعد اليوم يطالب الجهاز الفني باستبعادهم.. لقد وضحت الصورة وتأكد لنا للجميع لاغني عنهم في الاهلي او المنتخب الوطني لان البديل بعيد عنهم بمساحات كبيرة ومازال يحتاج إلي العديد من المباريات حتي يكتسب الثقة ويستطيع ملء فراغ وغياب النجوم الكبار في القيمة والقامة وليس السن! تبقي الاشارة إلي ان ماحدث هو ناقوس خطر لايهدد الاهلي فقط بل والمنتخب الوطني أيضا فلا داع للمزايدة علي البدري أو حسن شحاتة وليعلم الجميع لماذا نقسو علي الجهاز الفني وتلك هي القماشة الموجودة والمتاحة حاليا في الدوري المصري!