يري المراقبون أن المفاوضات بين طهران والغرب قد دخلت مرحلة السبات الشتوي بعد أن رفضت طهران طرح ملفها النووي علي طاولة المحادثات. في حين أبدت موافقة مشروطة لمناقشة مبادلة الوقود النووي باليورانيوم المخصب الذي تحتاجه لمفاعلاتها النووية.وبذلك تكون القيادة الايرانية قد أكدت عزمها المضي في برنامجها النووي الذي تعتبره حقها المشروع في استخدامه للاغراض السلمية والطبية مما أضفي المزيد من الشكوك بشأن إمكانية التوصل لاتفاق عبر التفاوض ينهي مواجهة طهران مع الغرب. وتدعو روسيا التي تضررت من الغبار الذي أحدثته حزمة العقوبات المقررة ضد ايران اليوم لاستئناف المحادثات و بقبول طهران الاقتراحات التي طرحت بطريقة ايجابية. أما المختصون في الشأن الشرق اوسطي فإنهم يتساءلون عما اذا كانت الولاياتالمتحدة قد فقدت سيطرتها في التأثير علي' اللاعبين' في الشرق الأوسط, وهي مطالبة بأن تطرح رؤية جديدة للمنطقة. وإذا لم يحدث ذلك فثمة العديد من الدول الأخري التي ستملأ الفراغ بدءا من ايران فتركيا وهو ما قد يغير ميزان القوة في الشرق الأوسط. ويتساءل المراقبون عن نقطة الالتقاء بين طهران و القوي الكبري بعد أن دعت القيادة الايرانية- التي تعشق لعبة القط و الفار- المجتمع الدولي الي جولة مفاوضات جديدة مشروطة بتحديد موقفها من ترسانة اسرائيل النووية وتحديد هدف للحوار وما اذا كانت ستعتمد لغة الدبلوماسية أم التهديد في التعامل مع ملفها النووي خاصة بعد التحذيرات الامريكية الاخيرة لشركات صينية تدعي واشنطن انها تساعد إيران علي تحسين تقنيتها علي صعيد برنامجها الصاروخي وعلي تطوير أسلحة نووية. فالمشكلة الأساسية تكمن في العداء الأمريكي الاسرائيلي لايران والذي ترجم الي حصار اقتصادي خانق مع التلميح الي امكانية توجيه ضربة عسكرية جوية لتدمير المنشآت النووية والبنية التحتية الايرانية والتعبئة العسكرية التي تقوم بها إسرائيل والناتو والولاياتالمتحدة ومن ضمنها التدريبات والمناورات علي الحدود المباشرة لروسيا والصين والتي لها صلة مباشرة بالحرب المفترضة علي إيران. ويري الخبراء أن إيران- ورغم عدم استبعاد قيامها بخيار ضرب المصالح الأميركية في العالم- ستركز في ردها علي استهداف المصالح الأميركية إقليميا وتحديدا في العراق وأفغانستان. للأسف أن الولاياتالمتحدة تستخدم شبح الخطر النووي الايراني لابتزاز الدول العربية و تحاول إشعال سباق تسلح في المنطقة بغية تحقيق أقصي ربح فيما تحافظ علي تفوق النظام الاسرائيلي في مجال التسليح علي الدول العربية والمسلمين. لأن واشنطن لن تسمح للدول الاسلامية بتحقيق التوازن مع النظام الصهيوني وفي نفس الوقت تحاول ممارسة السيطرة علي القدرات الدفاعية لدول المنطقة من خلال الاعتماد عليها في مجال التسليح. و يري المراقبون أن دول المنطقة قادرة علي تأمين الاستقرار والامن الدائم في المنطقة ليس من خلال القوة العسكرية ولكن من خلال تحقيق الاستقرار والأمن عن طريق التعاون الأمني والاقتصادي بين دول المنطقة.