تسلم الرئيس الأمريكي, باراك أوباما, في نوفمبرمن العام الماضي جائزة نوبل للسلام وكان ذلك بعد مضي نحو9 أشهر من توليه رئاسة الولاياتالمتحدة خلفا للرئيس الدموي جورج دبليو بوش. و كانت مبررات اللجنة النرويجية التي تمنح الجائزة ان أوباما أوجد كرئيس مناخا جديدا في السياسة الدولية, كما أشادت بترويجه لدبلوماسية متعددة الاطراف وتأييده للحد من التسلح. واكدت اللجنة النرويجية لنوبل انها سعت علي مدي108 أعوام لتشجيع هذه السياسة الدولية تحديدا وتلك التوجهات التي يعتبر أوباما الآن المدافع الابرز عنها في العالم. وأثار إعلان لجنة نوبل منح الجائزة إلي الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة, مفاجأة بلغت حد الصدمة, لدي البعض. فقد تسلم أوباما الجائزة عقب وعوده بسلام لم يتم, وبإنهاء حروب لم تنته بعد, بل أريد لها أن تزداد اشتعالا, كتلك التي تخوضها واشنطن وتحالف الناتو في أفغانستان وباكستان, في وقت لا يزال العراق في مرمي نيران الاحتلال, مما يؤكد تلاشي آمال التغيير, ويبدد وعود خطابه الشهير بالقاهرة. ومما لا شك فيه أن أوباما يمثل حالة رائعة بكيفية صعوده وتوليه الرئاسة في الولاياتالمتحدة وانتهاء بخطابه السياسي الجديد بعد سلفه بوش. وليس هناك مشكلة في أن يحصل شخص مثله علي مثل هذا التقدير وهذه الجائزة ولكنه من المعروف أيضا أن جائزة نوبل للسلام تخضع كثيرا للسياسات فهي ليست جائزة حيادية علي عكس باقي جوائز نوبل ولعل مراجعة قائمة الفائزين بالجائزة توضح مدي تدخل السياسة والخطابات الرائجة في تحديد هوية الفائز. وهنا تبرز بعض التحليلات حول خلفية منح الرئيس أوباما هذه الجائزة. فعلي صعيد, يري البعض أنها جاءت بمثابة رسالة سياسية للأمريكيين مفادها أن التقدير جاء سريعا للخطاب الجديد وكنوع من إبراز مدي الرفض لسياسات بوش القديمة ومن هنا جاء منح الجائزة لا للإنجاز الذي حققه أوباما علي الأرض وإنما علي صعيد الفكر, فكر السلام.وعلي صعيد آخر, يري البعض أنها رسالة سياسية ونوع من الضغط الذي تود اللجنة ممارسته علي الرئيس أوباما بوضع بعض الالتزامات عليه كرجل سلام مما يمكن أن يساعد علي حل القضية الفلسطينية وغيرها من قضايا السلام العالقة. الطريف في هذا الموضوع ان حركة طالبان الافغانية سخرت من منح أوباما جائزة نوبل للسلام, وقالت انه يجب أن يمنح بدلا منحها جائزة نوبل للعنف, فمن السخف أن تذهب جائزة للسلام لرجل ارسل نحو30 ألف جندي اضافي الي افغانستان لتصعيد الحرب' حسب قول طالبان'.