قبل24 ساعة من انطلاق سباق التجديد النصفي للكونجرس, شرع السياسيون الديمقراطيون والجمهوريون في إعادة رص صفوفهم قبل موقعة الحسم. ففي المعسكر الديمقراطي, عاد الرئيس باراك أوباما مجددا لاستغلال قدارته الخطابية موجها رسائل عديدة للناخب الأمريكي, مرة عبر خطابه الأسبوعي, ومرة ثانية في كلمتين خاطب خلالهما الناخبين, الأولي كانت في مسقط رأسه مدينة شيكاجو في ولاية إلينوي, والثانية في مدينة بريجبورت بولاية كونيتيكت في نطاق جولة ستأخذه خلال ساعات إلي مدينة كليفلاند بولاية أوهايو لشحذ التأييد للمرشحين الديمقراطيين في السباق التشريعي الأكثر كلفة, وإثارة في التاريخ الأمريكي. ففي إلينوي, استغل أوباما فرصة وجوده في مسقط رأسه لتنظيم تجمع دعائي في شيكاجو قبل ساعات قليلة من انطلاق سباق التجديد النصفي. وبينما تغني نحو30 ألف شخص باسم أوباما بتشجيع من الرئيس مرددين شعار حملته عام2008 نعم نستطيع, قال أوباما: ليس هناك شك في أنها انتخابات صعبة, واتهم الإدارة الجمهورية السابقة بالتسبب في الأزمة الاقتصادية التي مازال الاقتصاد الأمريكي يعاني منها ولم يحقق الانتعاش الكامل. وقبل ذهابه لإلينوي كان أوباما قد وجه للناخبين خطابه الأسبوعي- وهو الأخير قبل الانتخابات النصفية- الذي انتقد من خلاله ما وصفه ب الخطاب الانفعالي للحزب الجمهوري, ودعاه إلي التعاون بما يحقق الخير للأمريكيين. وقال أوباما إنه يعتبر تعهد قادة الحزب الجمهوري بعدم التسوية مع الرئيس إذا فازوا في الانتخابات بأنه مثير للقلق. جاء ذلك ردا علي تصريحات جون بونر زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس النواب وميتش مكونيل زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ حول عدم التعاون مع البيت الابيض بعد الانتخابات النصفية. في الوقت نفسه, حذر الرئيس الديمقراطي مؤيديه من أن نصرا للجمهوريين سيقوض برنامجه السياسي ويقضي علي الانجازات التي حققتها إدارته في السنتين الماضيتين, وناشدهم التصويت بكثافة. يذكر أن نسبة كبيرة من الامريكيين تشعر بعدم الرضا ازاء الاداء الضعيف للاقتصاد ومستوي البطالة المرتفع. كما يواجه أوباما تمردا من جانب الليبراليين الذين ساعدوه في تحقيق النصر في الانتخابات الرئاسية عام2008, حيث يري هؤلاء انه لم يحقق ما وعدهم به كوضع نهاية للحربين في العراق وافغانستان, واغلاق معتقل جوانتانامو, واصلاح نظام الهجرة. وبالفعل فقد حاولت مجموعة صغيرة من الناشطين إسكات الرئيس اثناء إلقائه كلمته في بريجبورت بالهتاف لمحاربة مرض الايدز, الا ان الحاضرين الذين بلغ عددهم نحو تسعة آلاف اسكتوا هؤلاء بسهولة. ولكن هذه المقاطعة اغضبت أوباما وأجبرته علي ترك نصه المكتوب والتوجه اليهم بالقول إن عليهم توجيه انتقادهم للجمهوريين الذين لا مصلحة لهم في تمويل برامج محاربة الايدز. وأمام هذا الهجوم الديمقراطي, قرر الجمهوريون الرد بتحميل السياسات التي وضعتها إدارة أوباما المسئولية عن التراجع في الشأن الاقتصادي في البلاد. فقال جون بونر رئيس الأقلية الجمهورية في مجلس النواب في رد حزبه علي خطاب أوباما: إنه علي الرغم أن هذه المشاكل لم تبدأ في عهد الرئيس أوباما, إلا أنه بدلا من معالجتها, فإن سياسته جعلتها تزداد سوءا, وبالتالي فإن توسيع التحفيز علي الإنفاق سمح بخلق الوظائف في الصين والسلفادور في حين خسر الملايين من الأمريكيين وظائفهم هنا. كما بدأ الأعضاء الجمهوريون في مجلس النواب بالانقضاض علي خط سير السياسات الخارجية للإدارة الديمقراطية حيث تمر جميع الملفات المتعلقة بالشرق الأوسط وحظر الانتشار النووي وقضايا الامن لقومي والحرب المشتعلة في أفغانستان وهو ما وصفته صحيفة واشنطن بوست باللوبي الأكثر نفوذا في صنع السياسة الخارجية لأوباما.