** لا يمكن أن نقول اننا تأخرنا في الوصول الي أفريقيا....فهذا قول يمكن أن تقوله بلاد تريد أن تنعم بخيرات القارة السمراء وتري غيرها قد سبقها الي سباق التسلح بالخير الافريقي. كما لا يمكن أن نقول اننا أغفلنا أفريقيا... فنحن الذين بدأنا بها ومعها.. أوليست مصر في النهاية هبة هذه القارة الجميلة ونقطة توازن بين آسيا العملاقة وأوربا التي يطلقون عليها اليوم لقب القارة العجوز. وأفريقيا في النهاية مثل مصر يمكن أعتبارها حالة خاصة..فالي الان وبشهادة كبار الاقتصاديين والسياسيين والمثقفين لا تزال قارة فتية لم تفصح عن كل خيرات أرضها. وأفريقيا مثلها أيضا مثل النيل فكل دفقة من المياه تندفع من الجنوب الي الشمال انما تشبه نبضات قلب لا يتوقف. فمعجزة أفريقيا تكمن في كونها قارة لاتزال فتية لم يمس العجز و الشيب شعرها المجعد ولا ملامحها القوية الثابتة ولا وجهها الذي لفحته حرارة شمس الجنوب. فقد أحتملت علي مر عمرها الكثير من البهتان وتعديات البشر الذين لم يعرفوا قدرها. ورغم أننا في البداية كدنا نتوقف فقط عند بوابات التاريخ لنعاين مدي ارتباط مصر بهذه القارة السمراء الا اننا قررنا أن نبدأ من الوقت الحاضر. فحقيقة أن التاريخ المصري الافريقي ملهم الا أننا نبدأ من اللحظة الحالية فقمنا بكتابة مجموعة من الملاحظات حول أفريقيا ولنترك للقارئ مساحة تسمح له برسم صورة في ذهنه عن حقيقة البلاد الأفريقية. ولنبدأ من السنغال التي تقع في أقصي الشاطئ الغربي لأفريقيا..و لا تمتلك الكثير من السهول الخضراء بقدر ما تمتلك رؤية واسعة علي المحيط. فالسنغال لها طابع خاص فهي دولة تتحدث بالفرنسية و وصل اليها الاسلام و معه الطرق الصوفية. واستطاعت أن تكون لها ملامحها المتميزة مع ظهور ليوبولد سيدار سنجور أشهر شاعر في القارة السمراء و أول رئيس للجمهورية الذي نادي بمبدأ التفاعل الثقافي فما بالنا بمصر التي عشقها ولا عجب فهي التي أكدت كل الحركات الاستقلالية في أفريقيا والعالم العربي.ولنقرأ معا هذه الاوراق!