قرية جزيرة شندويل.. بمحافظة سوهاج ربما تعاني الكثير من المشكلات ورغم ذلك فقد برعت فتياتها في غزو أسواق العالم بمنتجاتهن اليدوية من فن التلي وهو أحد الفنون المصرية لتطريز النسيج بخيوط من الذهب والفضة تقوم به المرأة الصعيدية علي القماش منذ القرن ال18. ولحماية هذا الفن من الاندثار فقد تم تدشين المشروع القومي للحفاظ علي التراث المصري الذي يقوم بتنفيذه المجلس القومي للمرأة بدعوة من السيدة سوزان مبارك رئيس المجلس من خلال منحة من منظمة اليونيسكو ودعم مالي من الحكومة الإيطالية لفن التلي وتدريب السيدات علي هذا الفن وتطويره بقرية جزيرة شندويل. تابعنا مع المختصين والمشتغلات بهذه الحرفة بالمحافظة فقالت عبلة الهواري مقررة المجلس القومي للمرأة وعضو مجلس الشوري بسوهاج إن هناك ضرورة وطنية ومسئولية قومية تجعل جميع المأثورات التي أبدعتها المرأة ولاتزال تبدعها أمرا يجب الاعلاء من قدره والحفاظ عليه خاصة هذه الصناعة التي تعتبر من الصناعات التي تحتكرها المحافظة, حيث تعمل حوالي اكثر من1000 فتاة في هذا المجال من خلال جمعية تعاونية انتاجية أسسها السيد محسن النعماني محافظ سوهاج من أجل الحفاظ علي هذه الصناعة من الاندثار وقد ساهم المجلس في إحياء صناعة التلي بتدريب الفتيات بجمعية السيدات القبطيات وجمعية أبناء الغد بساقلتة. وقال صبري أبو حسين رئيس جمعية الشروق لتنمية الأسرة والطفولة بالمحافظة إن الجمعية رشحت اثنتين من الفتيات من قرية جزيرة شندويل ضمن العاملات في هذا المجال للمشاركة في المعرض الدولي للصناعات التقليدية بفرنسا والذي شاركت فيه40 دولة بواقع اثنين من كل دولة, مشيرا الي أن هذا التمثيل الدولي يعتبر الأول في المعارض الدولية بالنسبة للجمعية بصناعة التلي. وقالت آمال سيد إن جمعية تنمية المشغولات اليدوية بجزيرة شندويل تلعب دورا مهما في تدريب الفتيات علي صناعة التلي وتسعي دائما لتطوير هذه الصناعة وتحسين جودة المنتج وقد قامت هيئة تحديث الصناعة بالقاهرة بتطوير الموتيفات لتواكب العصر والذوق العالمي الرفيع, مشيرة الي أن التلي يطرز علي أقمشة حريرية أو قطنية بخيوط معدنية دقيقة وهذه الحرفة لا أحد ينكر أنها مصدر رزق حقيقي لأهالي القرية. وبرغم أهمية هذه الصناعة كمنتج سياحي وليس محليا فقط تواجه العديد من المشكلات أهمها عدم توافر مستلزمات الانتاج والخامات كالخيوط والإبر ومحدودية التسويق. وأضافت نجوي أحمد: تواجهنا مشكلة ارتفاع أسعار الخامات المستخدمة لصناعة التلي, حيث زادت بنسبة عالية مما أدي إلي ارتفاع أسعار الانتاج وانخفاض المبيعات وعزوف بعض الفتيات عن التصنيع. وأشارت شيماء عيد النجار إلي أن منتجات التلي تتميز بالذوق الرفيع ويجب مساندة الفتيات لتسويق انتاجهن لضمان استمرار هذه الحرفة وعدم اندثارها. غادرنا القرية وتركنا فتياتها يعملن في هدوء ومازال في مخيلتنا المشاهد التي رأيناها لأنامل الفتيات تخرج المنتج الذي يتهافت عليه السياح والأجانب قبل المصريين. وبرغم وجود أي عوامل مؤثرة فقد ظل وسيظل فن التلي في ذاكرة ووجدان المرأة الصعيدية بوصفه من المأثورات الشعبية الأصيلة التي لابد من احيائها والعمل علي حمايتها كتراث يمكن توظيفه لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية وتوفير فرص عمل.