في عيد العلم, جدد الرئيس حسني مبارك أمس أولويات مصر اليوم وغدا وبعد غد.. وقال الرئيس إن مواصلة تحقيق معدلات مرتفعة للنمو الاقتصادي والتنمية هي الأولوية الأولي, بينما الثانية هي توسيع قاعدة العدل الاجتماعي بين أبناء الوطن. ولن تتحقق هاتان الأولويتان إلا بقيام مجتمع المعرفة القائم علي التعليم والبحث العلمي والابتكار, هذا المجتمع الذي يستطيع أن يسخر العلم في خدمة الانسان والتنمية ويذلل كل المعوقات من أجل الارتقاء بالبلاد والمواطنين. ثم إن مجتمع المعرفة من شأنه أن يساعد في توسيع قاعدة العدل الاجتماعي من خلال ابتكار وسائل لايصال الدعم والمساندة الي المستحقين, وتحديد من يدخل ضمن فئات محدودي الدخل ومن لايدخلون؟ وبإرساء مجتمع المعرفة أيضا نستطيع مواجهة التطرف والتعصب واقناع الناس بنهج طريق الاعتدال والتسامح. وكلما زاد عدد المشتركين في مجتمع المعرفة تلاشي الجهل, وأصبح الناس يعتمدون في حل مشاكلهم علي العلم وليس الشعوذة والفهلوة. ولأجل كل ذلك, يحرص الرئيس مبارك علي مشاركة الأساتذة والعلماء الأجلاء والطلاب والطالبات والتحدث اليهم في عيد العلم تقديرا منه للعلم والعلماء, واعتزازا بمفكري مصر وباحثيها وعقولها المبدعة. كما أن الرئيس أعاد الاحتفال بعيد العلم بعد سنوات طويلة من توقفه وهو المناسبة التي يتم خلالها تكريم نخبة متميزة من العلماء بالجوائز الرفيعة من جانب الرئيس في دليل ساطع علي اهتمام الدولة بالعلم والعلماء. ان المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية والسياسية التي تواجهنا في مصر لاحل لها إلا بالاعتماد علي العلم والمنهج العلمي, ولابد من الاعتراف بأننا ابتعدنا كثيرا عن هذا الطريق وهناك دلالات عديدة علي أننا بدأنا العودة وبقوة, يشهد علي ذلك معدلات النمو الاقتصادي المرتفعة واهتمام الحكومة علي أعلي مستوي بالعلم والعلماء.