لأن معركة التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي باتت وفقا لوصف وكالة أسوشيتد برس الأمريكية معركة حياة أو موت بالنسبة للحزبين الديمقراطي الذي يقاتل للاحتفاظ بالأغلبية. والجمهوري الذي يسعي باستماتة لاستعادة قوته, فقد قرر كل من الحزبين تقديم أفضل ما لديه من أسلحة خلال هذه الحرب. وكانت أحدث الأسلحة التي استخدمها الحزبان هو سلاح قديم, وهو سلاح المرأة, حيث سعي كل من الديمقراطيين والجمهوريين وفقا لما ذكرته صحيفة الجارديان البريطانية إلي مغازلة أصوات النساء من خلال تقديم أفضل من لديهم من مرشحات, والاستعانة بسياسيات بارزات لتجميل وجه معركة التجديد النصفي المقررة في شهر نوفمبر المقبل. وأوضح ستيوارت لورانس المحلل السياسي الأمريكي أن التهديدات التي يواجهها الحزب الديمقراطي لا تقتصر فقط علي عجز الإدارة الديمقراطية عن مواجهة الأزمة الاقتصادية, ولكنها أيضا تتضمن الخبرة التي تعلمها الخصوم في إشارة للحزب الجمهوري- من سباق الرئاسة الأمريكية عام2008 علي حد قول الكاتب. وأشار الكاتب في مقالة بصحيفة الجارديان إلي أن الحزب الجمهوري يحاول أن يحصل علي دعم الناخبات عن طريق تعيين أكبر عدد ممكن من المرشحات, وذلك في مسعي منه لتقليص الفجوة التي كانت تفصلهم عن الديمقراطيين عام2008 فيما يتعلق بترشيح النساء. يذكر أن الصوت النسائي لعب دورا حيويا في فوز الرئيس الديمقراطي باراك أوباما وحزبه خلال انتخابات الرئاسة وانتخابات الكونجرس عام2008, خاصة أن الديمقراطيين لا يحظون عادة بأصوات الرجال البيض. وقال لورانس إن قائمة النساء البارزات في الحزب الجمهوري كبيرة, فهناك نيكي هيلي, وهي أمريكية من أصل هندي, والتي تحاول أن تحل مكان تيري سانفورد كحاكمة لولاية ساوث كارولينا, حيث لا توجد حاليا أي امرأة في أي منصب رفيع في هذه الولاية, علما بأن هذه الولاية من الولايات المحافظة جدا فيما يتعلق بقضايا إلغاء إصلاحات الرعاية الصحية والتصدي للمهاجرين غير الشرعيين. وأشار إلي أن هذه السمات ساهمت في رفع أسهم المرشحة الجمهورية هيلي علي حساب منافسها الديمقراطي فينسنت شايهين, حيث باتت تسبقه بنحو17 نقطة, كما أنها تتقدم عليه فيما يتعلق بأصوات النساء. وأضاف الكاتب أنه أمام هذا التحرك الجمهوري, اضطر الديمقراطيون إلي استخدام أحد أسلحتهم الثقيلة وهي وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي عززت من مصداقيتها كامرأة محافظة أثناء عملها في وزارة الخارجية وربما هي المسئولة الوحيدة من كبار مسئولي الحزب الديمقراطي التي تستطيع الوقوف في وجه المرشحين الجمهوريين علي حد قول لورانس. وأوضح المقال أن التكهنات تتزايد عن تحريك قطع الشطرنج الديمقراطية بحيث تأخذ هيلاري موقع نائب الرئيس جوزيف بايدن في البيت الأبيض مقابل انتقال بايدن لموقع هيلاري في الخارجية له ما يبرره, فهيلاري سوف تضيف المزيد من الحيوية والنشاط في الفترة المتبقية من فترة حكم أوباما الأولي, كما أن أوباما سيتمكن من استغلال خبرة بايدن في تعزيز أجندة سياسته الخارجية. وكما استعان الديمقراطيون بهيلاري للوصول إلي أصوات الناخبات, استعان الجمهوريون بسلاحهم الناعم الأكثر تأثيرا في أصوات المحافظين الأمريكيين, أي الجميلة سارة بالين مرشحتهم السابقة لمنصب نائب الرئيس خلال سباق2008 التي تحولت- وفقا لما ذكرته وكالة أسوشيتد برس لصانعة الملوك في الحزب الجمهوري, حيث تدعم المرشحين والمرشحات من الحزب مستغلة شعبيتها وقدرتها علي التأثير في الناخب المحافظ. وكان أحدث من انضم إلي صانعة الملوك كارين هاندل التي سعت إلي الحصول علي ترشيح الحزب الجمهوري في ولاية جورجيا حيث كشفت أسوشيتد برس النقاب أمس عن أن كارين دفعت لسارة100 ألف دولار مقابل ظهور صانعة الملوك معها أي هاندل خلال مؤتمر انتخابي كبير عقدته المرشحه في أغسطس الماضي.