تنظم غرفة التجارة والصناعة بمدينة مارسيليا الفرنسية مؤتمر موفي ميد للتعاون اليورو متوسطي في مجال السينما بين بلدان شمال البحر المتوسط الأوروبية وجنوبه العربية. ويتضمن المؤتمر الذي ينتهي اليوم ورش عمل عن كيفية تجهيز المدينة لتصبح مدن استثمار سينمائي تتكامل فيما بينها في كل القطاعات لتجذب الافلام غير المحلية للتصوير بها. وشارك في المؤتمر مركز الاستثمار بالمغرب وغرفة التجارة والصناعة بتونس والمنتج هشام عبدالخالق ممثلا عن اتحاد الصناعات المصرية باعتباره عضو المجلس لغرفة صناعة السينما وكان هناك ايضا مدير السياحة بلبنان سيرج عكل ومدير مؤسسة السينما بلبنان إيمي بولس كما أقيمت مسابقة للمشاريع السينمائية التي تخص عالم البحر المتوسط شاركت فيها مشاريع طريق الزيتون عن أشهر نص توحد البحر المتوسط وهل أي شيئ سيحدث وهو فيلم اكشن تدور أحداثه في جزيرة بالبحر المتوسط ومتوسط كامي عن الكاتب الفرنسي الاشهر ألبير كامي وريح جميلة عن الرياح المغلقة بالبحر المتوسط وفصلا عن مشروع فيلم الاندلس من مصر. وقد حضر المؤتمر أكثر من مائة وخمسين متخصص من أوروبا منهم منال ثابت مدير برنامج استر في البحر المتوسط الذي يشرف عليه الاتحاد الأوروبي علي الاستثمار بالبحر المتوسط.. وأيضا ممثلين للمدن من الأوروبية المهتمين باجتذاب الافلام للتصوير في مدنها وتم في المؤتمر عرض تقرير موفي ميد الذي يعرض معلومات تفصيلية عن السينما في حوض البحر المتوسط وابرز التحديات والحلول المقترحة, وكانت هذه السطور في صياغة الجزء الخاص بمصر في التقرير كما قدم في المؤتمر محاضرة مهمة عن فرص الانتاج المشترك في حوض البحر المتوسط أدارتها مؤسسة فيلم فرانس المسئول عن جذب الافلام الاجنبية للتصدير في فرنسا والحق أن الاهتمام بالجنوب المتوسط جزء مهم من اهتمامات الاتحاد الأوروبي منذ توقيع اتفاقية برشلونة عام1995 من27 دولة.. وتم التركيز علي أن الدول الأوروبية تريد عمل تعاون وشراكة مع دول المغرب العربي والمشرق العربي.. وبسبب هذه الاتفاقية منح الاتحاد الأوروبي البلاد العربية مليارات من اليورو كمنح لا ترد في مجالات مختلفة لم يكن نصيب السينما فيها يذكر علي الاطلاق.. لكن الحكومات استفادت وأقامت مشاريع كثيرة بسب بهذه المنح وكذلك استفادت مؤسسات المجتمع المدني مثل جمعيات حقوق الانسان.. واستبدل الاتحاد الأوروبي هذه الشراكة ببرنامج آخر يسمي سياسة الحوار, ليضم بلاد أوسع من البحر المتوسط التي يبدو أنها خذلت أوروبا.. ووجدت فرنسا هذه فرصة كبيرة فأطلق الرئيس الفرنسي ساركوزي مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط وجعل مصر لها الرئاسة المشتركة للاتحاد مع فرنسا.. وكانت هناك مشاريع كثيرة مبرمجة في هذا الاتحاد منها جامعة متوسطية للسينما وصندوق للانتاج السينمائي المشترك وغيرها ولكن منذ عامين لم يتم تفعيل أي من هذه المشاريع.. ويبدو أن مؤتمر موفي ميد دعوة لاحياء دور فرنسا في البحر المتوسط ولكن الشهور القليلة القادمة ستظهر إذا كان ذلك سيبني شيئا إيجابيا لهذا التعاون أم سيصب في خانة المشاريع الوهمية الكثيرة في البحر المتوسط.