أصدرت لجنة الحريات باتحاد كتاب مصر بيانا حول ما نشرته بعض وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية بشأن مصادرة عدد من الكتب الصادرة في مصر لخمس وثلاثين من كبار الكتاب والمفكرين المصريين من المشاركة في معرض الكويت الدولي للكتاب, وأيضا حرمان دور النشر المصرية من المشاركة في معرض الجزائر الدولي للكتاب. وهي الأخبار التي ما كنا لنصدقها لولا التأكيد الجازم من هذه الجهات, ومبعث الاستغراب وعدم التصديق هو: أولا: إن ذلك يتم في حق كتاب ومثقفين من حيث المبدأ وليسوا ارهابيين أو جواسيس أو أعضاء في عصابات الجريمة المنظمة ثانيا: إن ذلك يتم في حق كتاب ومفكرين ينتمون إلي بلد طالما قدم أبناؤه نور العلم والفكر والحضارة لكل القراء والمتعلمين العرب. ولطالما احتضن المثقفين والسياسيين العرب وقدم لهم العون والرعاية والاحترام ثالثا: إنه في الوقت الذي يحتال فيه البعض علي قرارات المقاطعة العربية الشاملة لثقافة ومؤسسات ونشاطات دولة الكيان الصهيوني ويحاول ايجاد مبررات لاختراقها إذا بالبعض الآخر يقوم بالاستقواء علي مصر ويقاطع الثقافة المصرية والكتاب المصريين. والعجيب في هذا الأمر أن أيا من البلدين( الجزائر والكويت) لم يقدم أي مبررات لهذه القرارات الغريبة. بل إن الكتب المصادرة والممنوع دخولها إلي معرض الكويت مثلا تحمل أسماء تحوز الاحترام والتقدير مثل جمال الغيطاني وجلال أمين وعبدالوهاب المسيري وحسن حنفي ومحمد حسنين هيكل وجابر عصفور.. الخ. والأغرب هو أن يتواصل الاستقواء علي مصر وتتم مصادرة المشاركة المصرية بالكامل من معرض الجزائر, بينما يتم السماح بمشاركة بلدان الجهات الأربع كافة. بما فيها الدول ذات التاريخ القائم علي النزعة التوسعية الاستعمارية, والحاضر المفعم بالعنصرية ومعاداة العرب والمسلمين, ونحن لا نقول ذلك بهدف استنكار مشاركة مطبوعات هذه الدول أو مصادرة أعمال كتابها. علي العكس من ذلك فنحن نرحب بالانفتاح علي الآخر. ولا نري في ثقافة الغرب كتلة واحدة صماء ولكننا نري فيها تعبيرا نموذجيا عن التعدد والغني القائم علي الجمع بين كل ألوان الطيف الثقافي والفكري.