عندما صرح مايكل بوزنر مساعد وزير الخارجية الامريكية لشئون الديمقراطية وحقوق الانسان بانه يتعين اتخاذ تدابير اكثر جدية لوقف التمييز الذي يتعرض له المسلمون في اوروبا ومن قبل جهات أمن أمريكية. كان لتصريحه وقع كبير ولو انه ادلي بنفس التصريح خلال توليه رئاسة منظمة هيومان رايتس فيرس والتي عمل فيها مدة طويلة في مواجهة الجرائم ضد الانسانية ومحاربة التمييز العنصري لما حظي بنفس هذه الاهمية لكونه يتحدث حاليا من خلال موقعه الجديد في الحكومة الامريكية وهو ما ينذر ببارقة أمل قد تخفف من وطأة الهجمات الشرسة التي يتعرض لها المسلمون في اوروبا وامريكا بحيث انهم اصبحوا بحاجة الي دعم مؤسسات أهلية وحكومية للدفاع عنهم. وقال بوزنر خلال مؤتمر صحفي عقده بالسفارة الامريكية:' اريد ان اوضح شيئا عن الدين فانا علي دراية كاملة بمشكلة المسلمين واعتبرها واحدة من القضايا التي اعني بها ليس في الشرق الاوسط ولكن في اوروبا وهي قضية التمييز ضد المسلمين في دول اوروبية و من قبل قطاعات امنية امريكية مما يقتضي ضرورة بذل مزيد من العمل الجاد لايجاد حلول لهذه القضية'وأشار في هذا الاطار إلي انه قد اجتمع منذ عدة اسابيع مع ممثلي الحكومة السويسرية عقب مبادرة وقف بناء المآذن معبرا عن قلقه الشديد ازاء هذا التوجه العدائي تجاه الاسلام في اوروبا وقال ان الحكومة الامريكية قلقة من التمييز الذي يتعرض له المسلمون في اوروبا مؤكدا انه قد بدأ اثارة هذه القضايا بالفعل مع منظمات اوروبية تعني بحقوق الانسان بهدف التنسيق مع الحكومة الامريكية لبحث كيفية التعامل مع المشكلات المتعلقة بالتمييز والاعتداءات علي المسلمين. ويري بوزنر الذي كانت له الكثير من الشهادات امام الكونجرس الامريكي خلال عمله في منظمات غير حكومية تعني بحقوق الانسان' ان جي اوز' انه يجب ان يتم التحقيق مع المشتبه بهم في اجواء انسانية عادلة وفقا للمعايير الدولية التي تحفظ حقوقهم بعيدا عن اي انتهاكات او ممارسات غير مشروعة لافتا إلي ان متابعة تنفيذ اجراءات التحقيقات هي جزء اساسي من عمله الجديد في الادارة الامريكية حتي لا يتعرض المشتبه بهم لاي نوع من الاساءة اوالتعذيب وهو ما يحرص كل الحرص علي تطبيقه ومتابعته بنفسه. ويبدو ان بوزنر الذي قضي فترة طويلة من حياته في حماية اللاجئيين والدفاع عن الاقليات وتعزيز الحريات عازم علي نقل مفاهيمه معه الي الادارة الامريكيةالجديدة رافضا توجهات الادارة السابقة التي كانت ترد علي العنف بالقسوة والتعذيب وهو ما استنكره بشدة وقال انه لايمكن ابدا لاي دولة ان تبني تعزيزاتها الامنية علي حساب تعذيب الآخرين وسلبهم حقوقهم وحرياتهم مؤكدا ان مثل هذه السياسات تأتي دائما بنتائج عكسية ولها تأثيرات سلبيه علي صورة الدولة بشكل كبير وهي في النهاية لا تولد سوي مزيد من العنف والكراهية يؤثران حتما علي أمن الدولة. وتحدث بوزنرفي عدة قضايا خلال المؤتمر الصحفي منها احداث نجع حمادي المؤسفة التي اثارت قلق الحكومة الامريكية مشددا علي ضرورة ملاحقة الجناة وتوقيع عقوبات عليهم كما هو موقف الحكومة المصرية تماما وتطرق للانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة في مصر مؤكدا ان بلاده لا تأخذ جانبا ضد الآخر وتدعو لعملية انتخابية تسودها الشفافية وناقش ايضا قضايا الاتجار بالنساء والاطفال وتسخير الاطفال والفتيات الصغيرات في العمالة والتمييز ضد المرأة ودعا لوجود منظمات فعالة في مصر والشرق الاوسط يتاح لها العمل بانفتاح وحرية من اجل خدمة قضايا المرأة والطفل ووقف العنف والتمييز ضد المرأة. وذكر بوزنر انه كان قد اجتمع مع ممثلين من وزارة العدل والبرلمان المصري وأمن الدولة والمجالس القومية ومنظمات المجتمع المدني من اجل قضايا حقوق الانسان والحريات وكذلك قانون الطوارئ والسجون.